اعتقد الإمام الخميني (قدس سره)انّ علي بن الحسين (ع)هو امام معصوم، يهزالقلوب بنحيبه وتضرعه ومناجاته وبكائه. فيما يلي أقوال الامام الخميني حول شخصية وأعمال الامام السجاد (ع)بمناسبة يوم ولادته (ع)المبارك:
(لاحظ) أدعية ومناجاة سيّد الساجدين وزين العابدين (ع)وتدبر أنّه ماذا كان يفعل في مقام العبودية؟ وكيف كان ينهض بدور العبودية؟ ومع ذلك عندما يُلقي الامام السجاد (ع)نظرة على صحيفة مولى المتقين، أمير المؤمنين (ع)، يُبدي أسفه، ويظهر عجزه.
الأربعون حديثا، ص: 412
حضرة علي بن الحسين (ع)من أعظم النعم التي أنعمت الذات المقدسة للحق بوجوده على عباد الله، فأنزل الله تعالى ذلك السيد الجليل من عالم القرب والقدس من أجل تفهيم عباده طرق العبودية..
تفكّر قليلا في حالة علي بن الحسين (ع)وأدعيته الرقيقة التي تعلّم عباد الله آداب العبوديّة، ولست أقصد من قولي هذا أنّ مناجاة هؤلاءالعظام كانت تهدف تعليم العباد، فهذا كلام فارغ وقول باطل لاينتج إلا عن الجهل بمقام الربوبيّة ومعارف أهل البيت، فقد كانوا (ع)أكثر الجميع خوفا وخشية من الحق تعالى، إذ إنّ عظمة الحق وجلاله تجلّت في قلوبهم بما يفوق ما يتجلّى منهما على أيّ قلبٍ.
آداب الصلاة، ص: 226
هل تتصورون أن بكاء الأئمة الأطهار ونحيب الإمام السجاد عليه السّلام هو من أجل تعليمنا؟ إنهم رغم منزلتهم العظيمة السامية ومقامهم الذي لا يضاهي، كانوا يبكون من خشية الله تعالي، لأنهم يعلمون مدي خطورة الطريق الذي سيجتازونه. كانوا مطلعين علي المشاكل والصعوبات التي تعترض اجتياز الصراط. الصراط الذي يمثل أحد طرفيه الدنيا وطرفه الآخر الآخرة.. كانوا مطلعين علي عوالم القبر والبرزخ والقيامة وعقباتها الكأداء؛ لذلك لم يكن يقر لهم قرار، وكانوا دائماً يلجأون إلي الله ويدعونه للنجاة من هول يوم القيامة.
الجهاد الاكبر، ص: 67
لو أدركوا ما فعلته الأدعية التي وصلتنا من الامام السجاد (ع)، وكيف من شأنها أن تجهزنا لما استهانوا بهذه الأدعية التي رويت عن السجاد سلام الله عليه الذي فقد كل ما يملك في كربلاء وكان يعيش تحت ظل حكومة كانت تهيمن على كل شيء؟! لو أن مثقفينا أدركوا ما هي الجوانب الاجتماعية والسياسية لهذه المجالس وهذه الأدعية وهذه الأذكار وهذه المجالس، لما تساءلوا: لماذا نقوم بهذا العمل؟
صحيفة الإمام (ترجمة عربية)، ج16، ص: 263
خطبة الإمام السجاد (ع) في مسجد الكوفة، أوضحا للناس بأن القضية ليست قضية خوارج وخروج على سلطان زمانه خليفة رسول الله، مثلما حاول يزيد تصوير نهضة الإمام الحسين (ع)، حيث كشف الإمام السجاد عن دوافع موقف الإمام الحسين وكذلك فعلت الحوراء زينب.
صحيفة الإمام (ترجمة عربية)، ج17، ص: 51
قال الامام السجاد (ع) ذات ليلة: «اللهمُّ ارزْقنا التجافي عن دارِ الغرور، والإنابة الىدارِ السرورِ، والاستعدادَ للموتِ قبلَ حلولِ الفًوتِ» (مفاتيج الجنان، أعمال الليلة 27 من شهر رمضان)الأمر أمر عظيم، فعندما ينظر هؤلاء الى أنفسهم ويرونها لاتعدل شيئاً أمام عظمة الله جل وعلا- وهذا هو واقع الأمر- يجهشون بالبكاء ويتضرعون إليه تعالى، لذا ينسب الى رسول الله (ص) أنّه قال: «ليُرانُ على قَلبي فإنّي لأستغفر اللهَ في كلِّ يومٍ سبعينَ مرّةً» (مستدرك الوسائل، ج 5، ص 321، الباب 22، ج 2)كان أولئك في ضيافة الله، بل فوق تلك الضيافة، ومع حضورهم أمام الله تعالىيدعون الناس للتضرع والدعاء، ويحصل لهم من ذلك استياء وتبرم. إنّ الالتفات الى المظاهر الالهية بنظرهم- مع كونها إلهية- تعد من الكبائر، ومن الذنوب التي لاتغتفر؛ لمخالفتها لذلك الغيب الذي يطمحون إليه، وهو «كمال الانقطاع إليه»؛ فهذا يمثل دار غرور لدى الامام السجاد (ع)، ملاحظة الملكوت دار غرور بالنسبة لهم. وكذلك ملاحظة ما فوق الملكوت؛ هؤلاء يرومون الانقطاع الى الحق تعالى بدون أن تكون هناك ضيافة، وهذا يختص بكُمّل أوليائه تعالى.
صحيفة الإمام (ترجمة عربية)، ج20، ص: 222