كان أبي أحد الحراس المسلحين للسيد مصطفى والد الإمام. وطبعاً كانت أسرتنا تقيم إلى جوار منـزل السيد مصطفى. وكان لي أخ توفي في الايام الاولى من ولادته. فقالت عمة الامام لوالدي: علمت بأن طفلك توفى. وان أمّ روح الله صدرها لا يدر الحليب، فان حاولت (خاور) ارضاعه، سوف تثاب على فعلتها وتنقذ حياة الطفل.. فقال والدي اسمحي لي أن استئذن زوجتي.. وجاء الى المنـزل وقال:
يا خاور! تقول شقيقة السيد، إذا ما كان صدرك يدر الحليب ولم يكن لديك مانعاً من ارضاع روح الله، فسوف تكسبين ثواباً كبيراً.. فردت عليه والدتي ضاحكة: اجل، وحينها لن تمس صدري نار جهنم.. فعاد والدي مسرعاً يخبر عمة الإمام بما دار بينه وبين زوجته. وحملوا هم مهد روح الله الى منـزلنا على الفور.
لما جاءوا بالسيد روح الله، نهضت والدتي وغسلت ثدييها وقرأت سورة الحمد وسورة التوحيد، وطبعت على وجهه قبلة ووضعت ثديها في فمه.. طلب والد السيد روح الله من والدتي أن لا تتناول طعام احد طالما كانت ترضع روح الله، وكان يرسل لها عدة وجبات من الطعام كل يوم.. وقد استمر السيد روح الله يرضع من صدر أمي حتى اكمل السنتين. وبعد السنتين فطموه وعادوا به الى منزل والده. ولكنه كان يتردد على والدتي كثيراً. وكانت تبتهج لذلك وتضحك، وكان والدي يقول له: عزيزي روح الله! إنك لم تعد تتناول اللبن، فلماذا لا تذهب الى منـزلكم؟. فكان يرد عليه: »أريد أن ابقى معكم«.
السيدة بهجت (بنت خال الامام الخميني)، المصدر السابق، ج1، ص181.