كانت المحبة بين الإمام والسيد علي آقا خميني محبة عميقة جداً، لدرجة أن الإمام كان يبادله الود ويلاعبه رغم تقدمه في السن. لكن في الأيام الأخيرة، لم يعد يستقبله. كان الإمام يحب علياً كثيراً، وكذلك علي كان يحب الإمام حباً شديداً. لكن ما حدث في الأيام الأخيرة كان أمراً مفاجئاً جداً لنا جميعاً، فقد قال الإمام: «لا تأتوا بعلي إليّ». فبقينا متحيرين، ماذا يعني ذلك؟
ثم رأيت أن الإمام قد ذكر في كتاب (الأربعون حديثاً) مسألةً مفادها أن من يُقبل على الموت، يأتيه الشيطان في لحظاته الأخيرة، ويجلب أمامه الشخص الذي يحبّه أكثر من أي أحد، ليمنعه من الخروج من الدنيا وهو ذاكِرٌ لله. حتى بالنسبة لأولياء الله الكبار ـ ما عدا الأئمة (عليهم السلام) ـ فإن هذا الأمر وارد. ولأجل أن لا يقع الإمام في مثل هذا الأمر، لم يسمح لعلي، الذي كان يحبه كثيراً، بالدخول إلى تلك الغرفة.
---
- حجة الإسلام والمسلمين السيد علي خميني، نجل الحاج أحمد آقا، وحفيد الإمام الخميني (قدس سره).
- الشؤون الدولية، القسم العربي، مقتطف من كتاب "فصل الصبر"، صفحة 21 ف.