يقول أحد أهم تلامذة السّيد الشهيد محمد باقر الصدر عن مسيرته المواكبة لانتصار الثورة الإسلامية في إيران: "ركزت السلطة البعثية العملية وأجهزتها الإرهابية مراقبتها ـ بعد انتصار الثورة الإسلامية ـ على السيد الشهيد وراقبته مراقبة شديدة، وتركّزت الجهود على التعرّف على نوع الصلة بين السيد الشهيد وبين الثورة الإسلامية وقائدها العظيم الإمام الخميني قدّس سرّه. وعندما رفض الإمام الخميني قدس سره شروط السلطة البعثية التي أرادت فرضها عليه في مقابل البقاء في العراق، قرّر الإمام مغادرة العراق إلى الكويت، وحين علم السيد الشهيد بقرار الإمام القائد قرّر رضوان الله عليه زيارة الإمام رغم ما يترتّب على ذلك من آثار وحساسيات أمنية، حيث كانت قوات الأمن قد طوّقت منزل السيد الإمام قدّس سرّه، وفي ذلك الوقت تحدّث السيد الشهيد بكلام معناه: إنّ الذهاب إلى منزل الإمام قدس سره في هذه الظروف ضرورة دينية لأنه تأييد ومساندة للإمام في هذا الظرف الصعب وذهب السّيد الشهيد إلى منزل الإمام قدس سره وجلس مدّة من الزمن، في وقت عزّ فيه من يجروء على التقرب من الزقاق الذي يقع فيه منزل الإمام، فضلاً عن الدخول فيه".
علاقة السيّد الشهيد بالإمام الخميني قدّس سرّه:
"وجاءت برقية الإمام السيد الخميني قدس سره، لتقطع الشكّ باليقين عن العلاقة بين الشهيد الصدر والإمام الخميني. إنّ السيد الشهيد لم يستلم البرقية التي بعثها الإمام الخميني فقد احتجزت ولم تُسلّم للسيد الشهيد وهذا نصها:
"سماحة حجة الإسلام والمسلمين الحاج السيد محمد باقر الصدر دامت بركاته: علمنا أن سماحتكم تعتزمون مغادرة العراق بسبب بعض الحوادث، إنني لا أرى من الصالح مغادرتكم مدينة النجف الأشرف، مركز العلوم الإسلامية وإنني قلق من هذا الأمر، آمل إن شاء الله إزالة قلق سماحتكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
جواب السيّد الشهيد قد سره على برقية الإمام:
من خلال التدقيق في عبارات البرقية الجوابية ندرك حجم ومستوى الوفاء والإخلاص والتفاني الذي يُكنّه السيد الشهيد للثورة الإسلامية ولقائدها العظيم، وهذا نص البرقية:
"سماحة آية الله العظمى الإمام المجاهد السيد روح الله الخميني دام ظلّه: تلقيت برقيتكم الكريمة التي جسّدت أبوّتكم ورعايتكم الروحية للنجف الأشرف الذي لا يزال منذ فارقكم يعيش انتصاراتكم العظيمة، وأني أستمدّ من توجيهكم الشريف نفحة روحية، كما أشعر بعمق المسؤولية في الحفاظ على الكيان العلمي للنجف الأشرف، وأودّ أن أعبّر لكم بهذه المناسبة عن تحيّات الملايين من المسلمين والمؤمنين في عراقنا العزيزة، الذي وجد في نور الإسلام الذي أشرق من جديد على يدكم ضوءاً هادياً للعالم كلّه، وطاقة روحية لضرب المستعمر الكافر والاستعمار الأمريكي خاصة، ولتحرير العالم عن كلّ أشكاله الإجرامية، وفي مقدمتها جريمة اغتصاب أرضنا المقدسة فلسطين، ونسأل المولى سبحانه وتعالى أن يمتّعنا بدوام وجودكم الغالي، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين