كثيراً ما كان يقال إلى الإمام: إن الكثير ممن يأتون إلى مكة إنما هم من المقلدين لسماحتكم، ولديهم مشاعر خاصة تجاهكم، ويودون تسديد حقوقهم الشرعية إليكم، لذا فمن الضروري أن ترسلوا مندوباً عنكم إلى مكة.. غير أن الإمام كان يرفض ذلك. حتى أن البعض كان يقترح على الإمام إرسال الحاج السيد مصطفى لهذه المهمة. ولكنه كان يرفض.. وأخيراً اقترح علي الحاج السيد مصطفى في إحدى السنوات أن أتوجه إلى مكة مندوباً عن الإمام، وأن أتولى جمع الحقوق الشرعية بصفتي وكيلاً للإمام..
عندما ألتقيت الإمام لتوديعه، قال لي كلمة لا زالت ترن في أذني. إذ قال: أنني لم أذهب وراء المال طوال حياتي. وأريد أن يكون رفقائي بهذا النحو أيضاً.. ذلك أنه كان قد تنادى إلى سمع الإمام، بأنه عندما كان يأتي أحد التجار كان البعض يتراكض ورائه، والبعض الآخر يحاول أن يلتقيه كي يتسلم منه الحقوق الشرعية.. ثم قال لي: لا أريد أن أراك بين القوافل، فليس هناك أية ضرورة لأن تتوجه إلى القوافل، قد يتصور البعض، كونك وكيلاً عني، بأنك جئت لاستلام الحقوق الشرعية.. وإذا ما جاءك أحدهم وسأل منك مسألة، أجب عن مسألته فحسب. وإذا أراد أحدهم تسليمك أموالاً خذها ولا تردها. وأعلم بأني لا أسمح لك بالتملق مطلقاً من أجل أن تجلب لي المال.. إترك الناس يقدمون حقوقهم الشرعية بالنحو الذي يرتأونه. ابقى أنت في مكانك، ومن يريد اعطاء حقوقه الشرعية يأتي إليك.([1])
* آية الله خاتم يزدي، المصدر السابق، ص271.