الامام الحسن (عليه السلام) تصدى لمعاوية الذي كان حاكماً في زمنه ـ رغم أن الجميع بايع ذلك التافه وكان يخشى سلطانه ـ إلا أن الامام الحسن (عليه السلام) وقف ضده ما استطاع الى ذلك سبيلاً الى الوقت الذي حالت مجموعة من البسطاء بينه وبين مواصلة دوره في المواجهة، وقَبِلَ في ظل تلك الظروف بالصلح مع معاوية. وخلال فترة الصلح لم يدخر وسعاً في فضحه وتعريته مما يدّعى بل إن ما قام به اظهار خزي وعار معاوية لا يقل عما قام به الامام الحسين (عليه السلام) تجاه يزيد..
صحيفة الإمام (الترجمة العربية)، ج2، ص: 345
الإمام الحسن ـ سلام الله عليه ـ أيضا لم يلقَ من الأخرين مثلى لقى من المتاعب والمشاكل من أصحابه وأتباعه. هؤلاء الأصحاب الذين لم يستطيعوا أن يدركوا بعقولهم الصغيرة وأفكارهم الخاطئة ماذا كان يريد إمام زمانهم أن يفعل، لذلك فقد كانوا يقفون في وجهه ويؤذونه وهم من تسبب بتراجعه عندما عقدوا المعاهدات والأحلاف مع أعدائه.
صحيفة الإمام (الترجمة العربية)، ج9، ص: 31
قصة الامام الحسن(ع) شاهد آخر على قضية الصلح، كان صلحه مفروضاً عليه، حيث قام الخونة الذين أحاطوا به بإجباره على الصلح فكان صلحا ً قسرياً.... وبعد إبرام الصلح وحسب ماجاء في الرواية، ارتقى معاوية المنبر وقال:« ألا إنّ كل شيء أعطيته الحسن بن علي تحت قدميّ هاتين لا أفي به» و كذلك كان التحكيم القسريّ الذي فُرضَ علي امير المومنين (ع)، وكلا الامرَين فرضهما اشخاص محتالون مخادعون.
صحيفة الإمام (الترجمة العربية)، ج20، ص: 100