بمناسبة صدور مرسوم الامام (قدس سره)لتشكيل مؤسسة جهاد البناء بتاريخ 26 خرداد 1358 ه-. ش/ 21 رجب 1369 ه-. ق في مدينة قم، فيما يلي نص هذا المرسوم:
بسم الله الرحمن الرحيم
يجب أن نستعين على مشكلاتنا بالشعب المستعد بحمد الله للمساعدة والفداء، وقد طوينا بحمد الله بفدائه مراحل مهمّة جدّا، وارتفعت الموانع، وجلا الخائنون، وإن بقي شيء، فسيزول بهمّة الشعب. لكنّ هذا الجدار الشيطاني الكبير الذي انهدم وراءهُ خراب كثير علينا أن نُرمّمه بعزم الشعب. ونحن مضطرّون أن نتّجه إلى الشعب لبناء الحياة لِنرمِّم هذا الخراب الحاصل في بلادنا طوال الحكم البهلوي الجائر. وشعبنا أعلن استعداده لبناء الحياة بحمد الله. الطلبة الجامعيون والمختصون، والمهندسون والكسبة والفلاحون وطبقات الشعب كافة أعلنوا تبرّعهم أن يبنوا إيران التي ورثناها مخرَّبة.
من هنا يجب أن نقول: علينا أنْ نَسِمَ هذا الجهاد بجهاد بناء الحياة الذي يشارك فيه جميع طبقات الشعب الرجل والمرأة، والشيخ والشابّ، والجامعي والمهندس والمختص والمدني والقرويّ، ويبذلوا جهودهم، ويبنوا إيران المخرّبة هذه. وتلك الأماكن المخرّبة أكثر كالأرياف ومواضع العشائر والقرى النائية التي يأتي صنوف من أهلها يشكون حالهم يقولون: ليس لنا كهرباء ولا سكن ولا ماء ولا طريق ولا صحة، والجميع يقولون الصحيح طبعاً. وعلى هذا كانوا يخربون إيران، والآن انهار السدّ- بحمد الله- وعلينا في المرحلة الثانية التي هي مرحلة بناء الحياة أن نمدّ أيدينا إلى الشعب، ونطلب إليه أنْ يشارك كله في هذه النهضة، ويبسط بعضه يد الأخوة إلى بعض، ويشرعوا في بناء الحياة وجهاده، ويشاركوا موظفي الدولة أينما كانوا، وينجزوا الأعمال بإشراف المختصين ومأموري الحكومة، وعلى علماء الدين الموجودين في كل أنحاء البلاد بحمد الله أن يشاركوا في هذا الأمر ويشرفوا عليه.
وأوصي جميع الشعب وكل من هم في الأرياف والقرى بعد الدعاء والتمنّي لهم أن ينتبهوا أن يكون- لا سمح الله- بين من يأتون للبناء بناء الحياة وجهاد بناء الحياة في القرى والأرياف مَنْ هم على خلاف رؤية الشعب وعلى خلاف الإسلام. فإذا رأوا مثل هؤلاء الأفراد، فعليهم أنْ يخرجوهم من القرية فوراً، ولا يَدَعوهم بين شبّاننا الريفيين ينفثون دعاية السوء.
إن شاء الله يُوفّق كل هذا الشعب وكل المشاركين في هذه السبيل المؤدِّين لهذا الواجب الأخلاقي الشرعي. الجميع موفّقون أن يشاركوا في هذا الجهاد، ويبنوا هذه الخرائب، ويساعدوا إخوانهم، ولعلّه ما مِن عبادة فوق هذه العبادة، حتى إنّني أطلب إلى مَنْ يريدون حجَّ مكّة المكرّمة وزيارة المدينة المنورة استحباباً قائلا لهم: يا من تريدون الذهاب إلى مكّة والمدينة والمشاعر المقدسة ابتغاء الثواب لا ثواب اليوم أعلى من مساعدتكم لإخوانكم. فابنوا هذه الحياة معاً، وعمروا إيرانكم وأنقذوا إخوانكم. يأجرهم الله جميعا، ويُعْطِكم هذا الثواب الذي تبتغونه من الزيارة في هذا الجهاد.
والسلام عليكم ورحمة الله
صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج8، ص: 148