يعتقد الصحفي والكاتب الفرنسي "كلود وان آنجلان" أن الهدوء الذي كان يتمتع به الإمام الخميني قدس سره الشريف قبل أن يرجع إلى إيران بعد سنوات قضاها في المنفى، كان يفقد الصحفيين والمحللين السياسيين والاجتماعيين قوة توقع ما سيقوم به فور وصوله إيران.
وأشار إلى ذلك، الكاتب والصحفي الفرنسي، "كلود وان آنجلان"، الذي كان برفقه الإمام الخميني قدس سره الشريف عندما كان منفياً في باريس وعند رجوعه من باريس إلى طهران.
وكان "آنجلان" قد سافر إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد انتصار الثورة الإسلامية عندما كان صحفياً يعمل لقناة "آرتي بي إف" البلجيكية وإذاعة فرنسا الدولية وبعد زيارته لعدد من المواطنين الثوار في إيران قد عرض تقارير جيدة جداً عن الثورة في إيران باللغة الفرنسية.
ويقول الصحفي الفرنسي عن ذكرياته مع الإمام الخميني قدس سره الشريف في باريس انه قد شاهد آخر صلاة للإمام قدس سره الشريف في باريس حيث كان من المقرر أن يرجع إلى بلده بعد سنوات من النفى ولكنه كان يتمتع بدرجة من الهدوء والطمأنينة حيث لم يكن أحد قادراً على فهم ما يدور في فكر الإمام الخميني قدس سره الشريف وهذا كان يصعب عملية تحليل ما سيقوم به وما سيتخذه من سلوك بعد وصوله إلى إيران.
وفي تقرير مصور قد قام به آنجلان حيث يصور الإمام قدس سره الشريف وهو يؤم مرافقيه في الصلاة يقول الصحفي الفرنسي: إن الإمام الخميني قدس سره الشريف منذ نفيه إلى فرنسا وهو يبذل كل مجهوده في سبيل مناهضة النظام الملكي في إيران وانه قد استطاع أن يكسب الرأي العام في إيران وانه أصبح قريباً من تحقيق النصر.
ويقول آنجلان حول وصول الإمام الخميني قدس سره الشريف إلى إيران: إني اندهشت بما رأيت بعد وصولي إلى إيران حيث كان الناس يأتون من جميع أنحاء البلاد إلى طهران لزيارة الإمام قدس سره الشريف واستقباله.
ويضيف أن الثوار القادمين إلى استقبال قائدهم في طهران كانوا يطلقون الشعارات في الدفاع عنه وعن الجمهورية الإسلامية وهم في الشاحنات التي كانت تنقلهم وان الإمام الخميني قدس سره الشريف ذهب إلى مقبرة "جنة الزهراء" فور وصوله إلى إيران وألقى من هناك كلمة على مسامع الجماهير التي كانت تنتظره بشوق ولهفة.
ويقول "كلود وان آنجلان" عن مقابلات قد أجراها آنذاك مع سيدات يرتدن الحجاب الإسلامي حيث سألهن عن سبب مطالبتهن بحكومة إسلامية وإنهن قلن في الرد أن الحكومة الإسلامية تضمن لهن حرية الفكر والتعبير ولأننا نريد أن نفكر وننتخب بحرية.
ويؤكد الكاتب والناشط الإعلامي الفرنسي انه قد سافر إلى طهران بعد أيام من انتصار الثورة الإسلامية حيث شاهد مدي الصعوبة التي يمر بها الناس في عيشهم ولكن الشعب كان مسروراً بانتصاره على نظام الشاه الحاكم في إيران ولذلك كان يرضى بكل هذه المتاعب والصعوبات وكان يطلق ويؤكد على شعار الاستقلال والحرية والتأسيس إلى نظام الجمهورية الإسلامية.