أشاد راعي أبرشية بعلبك ودير الأحمر للطائفة المارونية المطران سمعان عطا الله بالإمام الخميني قدس سره الشريف، وبدوره في قيادة الثورة الإسلامية ومواجهة الظلم والطغيان، واصفاً الإمام الخميني بأنه قائد ملهم لثورة ضد الظلم والقهر.
وقال المطران عطا الله : إن الإمام الخميني تحمل مسؤولياته عندما نهض وحده يواجه الظلم والفساد والانحراف داخل إيران، وكذلك في السجن وفي منفاه، وانتصر بثورته علي نظام الشاه المدجج بالسلاح والمدعوم من دول العالم الغربي، وعاد إلي طهران لكن رغم ذلك لم يعش هذا الرجل المنتصر والمسيطر علي قلوب الملايين من أبناء الشعب الإيراني حياة الملوك، بل عاش حياة متواضعة ولم تغره المناصب ولا المواقع بل فضل أن يعيش في غرفتين متواضعتين في ضاحية جماران في طهران كباقي الإيرانيين حيث عاش مع جيرانه أعيادهم وأحزانهم وأفراحهم إلي درجة أن قام بتوزيع الهدايا عليهم بنفسه.
وأشاد المطران عطا الله باحترام الإمام الخميني والجمهورية الإسلامية التي أسسها في إيران لأتباع الديانات الأخري غير الإسلامية وقال في هذا السياق: إن وداعة الإمام الخميني جعلته يحب جيرانه وخاصة الذين يعتنقون ديانة غير ديانته لافتا إلي أن تقواه حملته إلي أن يكون رجل صلاة وتسبيح لله وتجرده قاده إلي إعطاء دروس واضحة للحكام في هذا الحقل فأوصي بمنزله المتواضع في قريته إلي الفقراء، ولم يترك لأبنائه وورثته أي تركة مالية أو ما يشابهها وابعد من ذلك لقد أعطي مثلا مؤثراً في التجرد كونه لم يعط أي منصب في الدولة الإسلامية التي أسسها في إيران لأي ولد من أولاده ولا دورا في المواقع السياسية لأي حفيد من أحفاده.
ورداً عن سؤال قال المطران عطا الله: إن الإمام الخميني هو داعية من دعاة العيش الواحد والتعاون والتضامن بين الشعوب في الأرض ورسول ضد الظلم والقهر والحرمان وقائد مميز بتجرده وحكمته في قيادة الدولة وحكمها، مؤكداً حاجتنا إلي أمثاله لا سيما في هذه الأيام الرديئة التي تعيشها منطقتنا وذلك لنشر المحبة والعدالة والإخاء.
وأضاف: نحيي في هذا الرجل التاريخي المواهبي وريث حضارة عريقة قائدا ملهماً لثورة ضد الظلم والقهر وعدم العدالة محققا قسطا متقدما من حلمه الإنساني الاجتماعي ومؤمناً بأنه يجد في الدين نبعا ومصدرا أساسين لسن التشريعات المؤاتية لقيام انتفاضة تنجح في تضميد جروح مجتمعه المحروم والمستضعف خاصة انه متدين عابد لربه ومختبر لأوجاع أبناء أمته لا سيما وانه تيتم باكرا بسبب مقتل والده وعاني الأمرين في المنفي بعيدا عن وطنه وبني قومه، معتبراً أن الإمام الخميني قدس سره كان يتمتع بـمواصفات عديدة أهمها التحلي بالوداعة والتجرد والتقوي قيم تخلق عند صاحبها الحكمة وروح العدالة واحترام الآخر وهذا ما كان يفعله الإمام الخميني(قده).
ورداً عن سؤال آخر أكد المطران عطا الله أن الإمام الخميني فجر بثورته الإسلامية ثورات عديدة لا سيما في العالم العربي، وفتح مدرسة سياسية تخرج قياديين بحسب الشريعة وتخلق ردات فعل إسلامية انطلاقا من مفهوم العيش معاً، داعياً أتباع جميع الديانات الي أن يتحملوا مسؤولياتهم في نشر رسالة الأخوة والسلام والعيش معاً والاحترام المتبادل للحرية الشخصية وحرية المعتقد والعدالة وسائر حقوق الإنسان.