رأيت الزهد الحقيقي بعيني في حياة الامام وسيرته.. ففي اليوم الذي غادر النجف متوجهاً الى الكويت نادى سماحته على نجله أحمد قائلا: احمد! اعطني ملابسي.. وعندما فتحت حقيبة الامام لم ير فيها غير عباءة وجبّة، وثوب وسروال ومنشفة لا غير. وحينها تنبهت الى ان هذا المرجع الديني الكبير والزعيم السياسي الفذ، ورغم المبالغ الضخمة التي كانت تصله ويوزعها على طلبة العلوم الدينية في ايران والعراق، ليس لديه من متاع الدنيا غير هذه الاشياء البسيطة.. ولا يخفى أن هذا يعطي درساً كبيراً لارباب العلم والاخلاق وكبار المسؤولين، لافتا الانظار الى ان سماحته انطلق من هذه الخصال في محاربة الكفر والاستكبار العالمي، واستطاع ان يحقق الانتصار تلو الانتصار.
*حجة الاسلام فردوسي بور