ذهبت يوماً مع ولدي حامد، الذي كان له من العمر اربع سنوات، الى عند الامام. كان الامام جالساً في غرفته والى جواره كيس كبير ممتلئ بالاوراق والرسائل.. كان الامام يخرج منه الرسائل ويقرأها واحدة واحدة، وكان يضع الرسائل التي تستوجب الرد تحت (البطانية) التي يجلس عليها كي يعود اليها فيما بعد، ويضع البقية جانباً..
سلمننا على سماحته وجلسنا. فأخذ الامام يتحدث مع حامد ويداعبه. وما هي لحظات حتى بدأ حامد يلعب مع الامام. غير أني حاولت أن استئذن بالخروج آخذا حامد معي كي لا يزاحم اوقات الامام. فقال الامام: (لا شأن لك بالطفل، فان كان لديك عمل فتفضل اذهب.). فخرجت لانجاز بعض الاعمال. وبعد نصف ساعة قلت مع نفسي: ربما تسبب الطفل في ايذاء الامام، فعدت لآخذه. فرأيته قد وضع رأسه في حضن الامام ورجلاه على الحائط ويطالب الامام بوضع الاوراق بصورة مرتبة وكذا وكذا. وكان الامام يضحك من كلامه. فطلبت من حامد أن يأتي لنذهب، إلا أنه رفض.. فاستئذنت الامام بأخذه موضحا بأنه يزاحم اوقات سماحتكم. فقال: «كلا، الطفل ليس مزاحما، اذهب أنت».
علي ثقفي، المصدر السابق، ج2، ص192