أشيع في وقت ما بالنجف أن جماعة جاءت من ايران _اواخرعام 1346_ لاغتيال الامام بأمر من الشاه.. فكان واجبنا الشرعي يقضي بضرورة المحافظة على حياة الامام. وفي ضوء ذلك قررنا أنا وسبعة أو ثمانية من الاخوة مرافقة الامام عند ذهابه الى مرقد الامام أمير المؤمنين مساء كل يوم. فضلاً عن مرافقته عند توجهه إلى حلقة الدرس.. في الليلة الاولى، وعندما انطلق الامام في طريقه الى مرقد المير المؤمنين، مضينا في السير خلفه. وما هي إلا خطوات حتى شعر الامام بوجودنا، فعاد وطلب منا الانصراف الى شأننا. وبطبيعة الحال سلمنا في تلك الليلة لرغبة الامام وعدنا ادراجنا، فيما واصل سماحته مسيره الى الصحن الشريف. ولكن في اليوم التالي بعثنا رسالة الى الامام مفادها بأن الواجب الشرعي يحتم علينا الحفاظ على حياته شاء أم أبى. ولأننا نعتبره واجباً سوف نصرّ عليه ولن نتخلى عن مرافقته.. ومما يذكر في هذا لصدد أن ضريح الامام امير المؤمنين كان يزدحم بالزوار وكانوا يتزاحمون على تقبيل يد الإمام. وكان سماحته يتعرض لبعض المضايقات أحياناً نتيجة هذه الزحمة، فكنا نتدخل في الوقت المناسب. إلا أن تدخلنا هذا كثيراً ما كان يقترن بتحذيرات الامام لنا قائلاً: »لا تضغطوا على الناس« وكان يدفعنا جانباً ليكون الناس احراراً ولئلا يلحق بهم اي أذى.([1])
* حجة الاسلام محتشمي بور، المصدر السابق، ص127.