لما فرض البعثيون في العراق الحصار على منـزل الإمام، لم يكن يحق لأحد التردد على المنـزل سوى أشخاص معدودين من المقربين. غير أن الضغوط كانت تقل وتشتد في محاولة لإجبار الإمام على السكوت.. وفي إحدى المرات حيث اشتدت الضغوط، اتصل المرحوم والدي بعدد من العلماء والشخصيات في الداخل والخارج واقترح عليهم إرسال برقيات تأييد إلى الإمام كي لا تتصور السلطات العراقية بأن الإمام وحيداً وباستطاعتها الضغط عليه كيفما شاءت. وقد ارسل برقية إلى النجف الاشرف مع اثنين من العلماء، كانوا قد جاءوا إلى الكويت حديثاً، معلناً ضمن ادانته للمضايقات التي يتعرض لها الإمام، بأنه بانتظار أوامر وتوجيهات سماحته بهذا الخصوص.. وقد استطاعت هذه البرقيات أن تترك تأثيرها. ولكن الإمام رأى ليس من المصلحة الرد عليها في برقيات جوابية. وان العلماء كانوا يهدفون من وراء ذلك إلى اعلان دعمهم وتأييدهم للإمام، وتحذير الحكومة العراقية من إلحاق أي أذىً بسماحته.
وقد بعث الإمام _ فيما بعد _ في جواب برقية المرحوم والدي، رسالة يقول فيها: بسمه تعالى.. إلى حضرة المستطاب سيد الاعلام وحجة الإسلام السيد المهري دامت إفاضاته.
بعد السلام والتحيات.. تلقيت برقية سماحتكم وسماحة السيد قائمي وبرقية أخرى توقيعها غير مقروء.. ولم أرَ من المناسب الرد في برقية مماثلة لعدة أسباب... أنهم سرعان ما تخلوا عن ممارساتهم السابقة بعد التباحث. واتصور أن ذلك لا يطول كثيراً.. لقد تقدمت بطلب المغادرة احتجاجاً على هذه الممارسات، ولكنهم وعدونا بعدم التدخل.. ولا أدري ما الذي سيحدث في المستقبل، وهو موكول إلى الله تعالى »إن للبيت رباً يحميه.
* حجة الاسلام سيد جواد مهري، المصدر السابق، ص200.