في الحقيقة، ان تطورات الثورة ترعرعت في أرضية الاستياء ، الاعتراض و الغضب المتراكم ، للنخب و الشعب ، و وجدت ذاتها خلال الخطب و آراء الإمام الخميني (قده) و هي رسالة منبثقة من التغيير المذكور الشامل ، سواء في شكله السلبي ، أي ، نفي حاكمية الاستبداد و التبعية و عدم المساواة ، أو في شكله الايجابي، أي، تحقق اهداف الحرية ، الاستقلال و العدالة ، في إطار الجمهورية الإسلامية ، معبرة عن الرسالة الإعلامية و الانخراط في الإعلام . لم يكن الإعلام مصدر الخطاب ، بل ان الخطاب الموجه للإعلام ، هو المصمم و المؤثر . و يمكن فهم النسبة الثلاثية بين الثورة ، الإمام ، و الإعلام ، بصورة افضل ، على هذا المسار . فقدرة الاستبداد التي كان يتمتع بها الشاه ، قد خرجت عن السيطرة ! مقابل اعتراض و غضب الشعب ، ليس فقط داخل النظام السياسي ، بل و خارجه ، حيث أدى ذلك إلى انبثاق قدرة جديدة ، ارتكزت على الاعتقاد و الاتكاء على الإمام (قده) ، في المجتمع النخبوي و عامة أفراد الشعب ، و أصبحت وسائط الإعلام ، عامة ، حسب ظروفها و تكوينها ، الصوت الثالث بين الصوتين (أي: الإمام و الثورة).
_____________________________
القسم العربي ، الشؤون الدولية، مقتطف من مقالة للدكتور هادي خانيكي، مجلة (حضور) ، شتاء 1403 ه . ش . (2025) ، العدد 108 ، ص10، بتعريب و تصرف .