موقع جماران الاخباري ـ أكد آية الله العظمى سبحاني ، في كلمته التي ألقيت في ملتقى تكريم وكلاء الامام الخميني الشرعيين ، ان احياء آثار الامام على نطاق واسع ، إنما هو احياء لطريقه و نهجه. ولحسن الحظ ان اعمال ملفتة انجزت بهذا الشأن، و لم يتبق سوى ديوان الامام و أشعاره . و فيما يلي نص الكلمة :
بسم الله الرحمن الرحیم
الوكالة لدى الامم وفي عصور الائمة ( عليهم السلام ) و مراجع التقليد العظام
الوكالة ظاهرة اجتماعية ربما لم يتمكن الانسان من ادائها ، فيضطر الى اخذ وكيل يقوم باداء العمل نيابة عنه ، و لهذا يعرفها الفقهاء : الوكالة ( استنابة في التصرف ) .
و على هذا الاساس تفيد الآيات القرآنية بأن الوكالة كانت موجودة لدى الامم السابقة ايضاً . على سبيل المثال ان اصحاب الكهف عندما أفاقوا شعروا بالجوع ، فخاطبهم احدهم قائلاً : (فَابْعَثُوا أَحَدَکُمْ بِوَرِقِکُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِینَةِ ) . كذلك النبي يوسف قال لإخوته : (اِذْهَبُوا بِقَمِیصِی هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِی ) .
و كانت ظاهرة الوكالة ملفتة تماماً في حياة الائمة ، خاصة منذ زمن الامام الكاظم ( عليه السلام ) الى زمن الامام المهدي ( عليه السلام ) ، و فيما يلي نشير الى بعض وكلائهم :
1 ــ وكلاء الامام الكاظم ( عليه السلام ) : عبد الله بن جندب ، يونس بن يعقوب .
2 ــ وكلاء الامام الرضا ( عليه السلام ) : صفوان بن يحيى ، و يونس بن عبد الله .
3 ــ وكللاء الامام الجواد ( عليه السلام ) : زكريا بن آدم القمي و علي بن مهزيار .
4 ــ وكلاء الامام الهادي ( عليه السلام ) : ايوب بن نوح و ابو علي بن راشد .
5 ــ وكلاء الامام الحسن العسكري ( عليه السلام ) : احمد بن اسحاق الاشعري القمي ، ابراهيم بن مهزيار .
6 ــ وكلاء الناحية المقدسة : اربعة اشخاص جميعهم معروفين ، وان بعضهم كان وكيل الامام العسكري ايضاً .
وكانت هذه الظاهرة متداولة بين المراجع ، و ان المراجع السابقين كانوا يوكلون اداء بعض الاعمال الى اشخاص يثقون بهم ، لأداء الشؤون الدينية على الوجه الاكمل .
و ان وكلاء سماحة الامام الخميني (قدس سره) على نوعين : مجموعة الوكلاء ، والمجموعة المأذون لها . وكان سماحته في غاية الاحتياط بالنسبة لاعطاء الوكالة أو الأذن بأخذ الوجوه الشرعية ، و ما لم يوثق مثل هذا الشخص رجلين يثق بهما لن يقدم سماحته على ذلك . و اليوم فان مجموعة من هؤلاء الاشخاص قد رحلوا ، و آخرين على قيد الحياة . و هذا الملتقى يحاول ان يلقي الضوء على هذا الجانب من حياة الاستاذ المحترم ، و هي فرصة تبعث على الفخر و الاعتزاز .
ان احياء آثار الامام على نطاق واسع ، إنما هو احياء لفكره و نهجه . و لحسن الحظ ان اعمالاً ملفتة انجزت بهذا الصدد ، و ما تبقي هناك موضوع واحد ألا و هو آثار سماحته الشعرية . حيث ان جانباً منها انشد في مواليد الائمة ، و ثمة جانب يتسم بروحه العرفانية و الربانية . فهذا الديوان غير متوافر في ايدينا ، و يبدو انه قد طاله التحريف في حياة الامام بمدينة قم .
اننا نبارك للمنظمين لهذا الملتقى و المشاركين المحترمين ، سائلين المولى تعالى التوفيق للجميع .
--------------
القسم العربي ، الشؤون الدولية