عندما كان الامام يذهب لزيارة الامام امير المؤمنين في النجف، او مرقد الامامين موسى الكاظم ومحمدالجواد، لم يكن يقرأ كل الادعية داخل الحرم مثلما كان يفعل البعض كي يرى الناس ذلك. فعلى سبيل المثال كان سماحته يتوجه الى الحرم العلوي في ليالي الجمع للزيارة، وكان يقرأ دعاء كميل في المنـزل بعد عودته من الزيارة. او أنه كان يدخل غرفته بعد عودته من المسجد، ويغلق ورائه الباب من الداخل، ويطفأ مصباح الغرفة لبعض الوقت ويتفرغ لعباداته الخاصة. وفي احدى المرات وحيث كنت عائدا من المسجد برفقة السيد (الامام)، فجأة شعرت باختفاء الامام، وكان باب غرفته مغلقا بنحو مما دفعني للتصور بأن سماحته خرج من المنزل.. فقلت للخادم: (لقد جئنا معاً للتو من المسجد فأين ذهب السيد؟). قال: صعد السلم ودخل غرفته. قلت: غير موجود في الغرفة، المصباح مطفأ والباب مغلق.. وفي هذه الاثناء جاء آية الله التبريزي للقاء الامام، فرأيت الخادم يقول ثانية: السيد في غرفته. وفيما أنا اقول بصوت مرتفع: قسماً بالله غير موجود، الغرفة مظلمة والباب مغلق.. فاذا بصوت السيد (الامام) يرتفع من داخل غرفته قائلا: (يا سيد فرقاني لا تصرخ، أنا موجود هنا). ثم نهض وفتح قفل الباب من الداخل. قلت: سيدي! لماذا انت جالس في الظلمة؟. وما ان اضأت النور، حيث كان مفتاح الكهرباء قرب الباب، فاذا بي ارى الامام ساجدا. فقال: (ماذا تريد؟).. كان الامام منهمكاً في قراءة الاذكار التي لم أكن اعرف ما هي، وعندما رفع رأسه من السجود رأيت وجهه غارقاً في الدموع وقد ابتلت التربة بالدموع أيضاً.
حجة الاسلام فرقاني، مقتطفات من سيرة الامام، ص: 215.