بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة حجة الإسلام الحاج الشيخ حسن صانعي دامت بركاته.
لا أدري عن أي جوانب معرفتي بكم أكتب، إنك أحد أقدم الذين كانوا إلى جنبي .. لم تكن طاقاتك قد أينعت بعد عندما اكتشفت إخلاصك قبل سنوات من انطلاقة انتفاضة 15 خرداد .. إنك جندي مجهول لهذه الثورة، وتعرف أنت انه ليس هناك أفضل من المجهولية .. إنك تحمل معك ذكريات النضال الحلوة والمرة منذ سنوات طويلة .. فطنة وقلة كلام، معرفة وحذر .. كنت مخلصاً صادقاً في دوامة النضال على الدوام. وقلما رأيت مثل حقدك على الشاه لدى آخرين .. لم ينتابك الشك والتردد تجاهي مطلقاً أمام كل الضغوط والأزمات، وإن كنت تتعب أحياناً وتحزن .. أثناء الحملة الشعواء التي كان يشنها ازلام الشاه، كنت مسؤولًا عن إدارة مرتبات الطلبة. وعندما كنت تقع في محاصرة العدو، وكي لا تعطي أي دليل لازلام النظام، ففي كثير من الحالات كنت تبتلع ايصالات الأموال التي يقدمها الأخيار خلال 15 عاماً من النضال مثلما تبتلع الطعام الشهي .. ارجو أن يكون أجرك عند الله عذباً وشهياً أيضاً.
إن ما تتصف به من لياقة، ولطافة الروح، والصدق والإخلاص، لا يمكن أن ينسى، وهكذا حلمك وغضبك، واسأل الله أن يغلب عقلك على غضبك.
انني أثق بك تماماً، لذلك فأنت وكيلي في جميع المجالات الشرعية .. وقد لجأت إلى كتابة هذه السطور لأداء قليلًا من حقك في رقبتي ورقبة الثورة .. حفظك الله تعالى وصانك، وارجو أن لا تنساني من صالح الدعاء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
2/ 12/ 1367
روح الله الموسوي الخميني