في الماضي كان علماء الدين يتخذون أشد المواقف واكثرها قوة وحزماً ضد الطغاة والمستبدين، غير أن الناس لم يكونوا يطلعون عليها في معظم الاحيان. حتى انهم كانوا يتصورون احيانا بأن العلاقة السائدة فيما بينهم على أحسن مايرام.. بيد أن الامام ومنذ انطلاقة النهضة عام 1341 شمسي- 1962ميلادي، ولدى لقائه جمعاً من علماء قم، اقترح على الحاضرين ضرورة طباعة البرقيات والرسائل التي يتم تبادلها بين علماء الدين واركان النظام الشاهنشاهي ووضعها في متناول ابناء الشعب، كي يتسنى لعامة الناس الاطلاع على كافة التفاصيل والتعرف على مواقف الطرفين.. ولم يمض وقت طويل حتى غيّر الامام اسلوب تعامل العلماء مع النظام تماماً. فبدلا من أن يخاطب في برقياته، الشاه والحكومة وكبار المسؤولين، توجّه بالخطاب الى الشعب واقدم رسمياً على اصدار البيانات.
سيد حميد روحاني، مقتطفات من سيرة الامام الخميني (ره)، ج1، ص: 119.