تحدث حجة الاسلام والمسلمين علي كمساري، رئيس مؤسسة تنظيم ونشر تراث الامام الخميني (قدس سره)، بالوكالة، حول رؤية الامام، فيما يتعلق بالمراة ودورها في المجتمع، وذلك في الحفل الذي اقيم في حسينية جماران، بمناسبة ميلاد ريحانة الرسول الاعظم (ص) ، فاطمة الزهراء (ع)، التي انارت بقدومها الميمون العالم اجمع، وازالت الظلمات بنورها الساطع، ومنحت الدين الجديد، عنفوانا وطراوة اكثر ... فاكثر، والاحتفاء بيوم المراة والام، وميلاد الامام الخميني (قدس سره)، تحدث قائلا : ان المكانة التي تتمتع بها المراة، اليوم، ليست وليدة الساعة، وانما نتيجة لما قام به الامام، خلال الثورة الاسلامية، التي اعطت لها الدور اللائق بها في المجتمع. فلا فرق بين الرجل والمراة. هذه النظرة هي الرؤية الذهبية لسماحته، فيما يتعلق بالموضوع المذكور، حيث يعتبر ذلك من الابحاث والقضايا الهامة، التي تتضارب فيها الاراء منذ القدم، فقد قزم البعض شخصية المراة، ونظروا اليها نظرة الية! فيما يتعلق بموقعيتها وحقوقها الفردية والاجتماعية. كان ذلك على امتداد التاريخ ولا يزال ساريا هنا وهناك، ايضا. ففي اليونان كانت المراة عرضة للبيع والشراء، وفي الهند كانت تدفن مع زوجها عند وفاته! ... لكن ذلك لا يعني عدم وجود حالات استثنائية في التاريخ، منحت المراة حقها الطبيعي الذي تستحقه، فقد تغيرت الرؤية عند انبثاق الاسلام، وكان النبي (ص) يعاملها حسب منطق القران الكريم، وهكذا، يرى الامام الخميني (قدس سره)، ان الدور الذي يمنحه الاسلام للمراة، ارفع من الرجل، مما يعني، ان الاسلام والقران الكريم، يعتبرانها تستحق الرفعة والتكريم. اما المكانة التي تتمتع بها في الغرب، فهي عبودية حديثة! ... فالمراة، اذن، هي محط نظر الامام من الناحية الدينية، ومن ناحيته كمرجع للتقليد. ان لرؤيته، هذه، مبان فقهية وفكرية، تختلف عما تعرضه الاحزاب والمجموعات السياسية، وتدل مخالفته لاقتراح بعض اعضاء مجلس الصيانة، بمنع النساء من الترشح للانتخابات، خلال اول دورة لمجلس الشورى الاسلامي، على ذلك. اضافة الى ان سماحته، وفي بياناته قبل الثورة، لم يخاطب الرجال فقط، بل والنساء ايضا. عندما نتحدث، اليوم، عن حصة المراة في مجلس الشورى او الحكومة، يبدو ذلك طبيعيا، لكن تواجد امراة متدينة، في الساحات السياسية والاجتماعية، كان في فترة ما، يبعث على التعجب والتساؤل! وما قاله الامام، من ان القران المجيد يصيغ الانسان، والمراة تصيغ الرجل، يبرهن على الرؤية السمحاء لقائد فيلسوف، عارف وسياسي متمرس، يحسب لكل كلمة ينطق بها حسابها الخاص بدقة. يتوجب على المؤسسة، وخلال الاعوام القادمة، الانتفاع اكثر بهذه المناسبات التي تخص المراة، لمراجعة اسس فكر الامام في هذا الحقل، و يتوجب، كذلك، انبثاق قسم في المؤسسة يختص بالمراة، يعكس رؤية الامام (قدس سره)، كما كان في عصره. ان ما قام به سماحته، من ارسال وفد الى الاتحاد السوفياتي السابق، يحمل رسالة الى غورباتشوف، ومن بين اعضائه السيدة دباغ، له دلالة ذات معنى.
_______
القسم العربي، الشؤون الدولية، مؤسسة تنظيم ونشر تراث الامام الخميني (قدس سره )، بتصرف.