اعتبر رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية الشيخ حسن روحاني نهاية عهد الترامبية من المظاهر الكبرى لانتصار الشعب الايراني والهزيمة الحاسمة للعدو في حربه الاقتصادية، مؤكدا بانه على الحكومة الاميركية القادمة القيام باعمال كبرى وان تتمكن ازاء كل الاجراءات التي شوهت صورة اميركا من التعويض الى حد ما عن الظروف وعدم تكرار اخطاء الماضي.
وفي مستهل حديثه خلال اجتماع الحكومة يوم الاربعاء هنأ الرئيس روحاني لمناسبة ذكرى تاسيس التعبئة، منوها الى دورها المهم في كل المراحل ومنها الدفاع المقدس وصون الاستقلال والمصالح الوطنية وتحقيق النمو والتقدم للبلاد وحماية ودعم الشعب.
واكد بان الشعب الايراني انتصر في دفاعين مقدسين احدهما في مواجهة الحرب العدوانية التي شنها نظام صدام ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية على مدى 8 اعوام والاخر هو في مواجهة الحرب الاقتصادية الترامبية واضاف: لقد كان شعبنا وحيدا امام الشرق والغرب في الحرب الاولى وفي الثانية كنا وحيدين ايضا ولم يمد احد يد العون لنا وكان الجنود في الخط الامامي لجبهة الاقتصاد هم المزارعون والعمال والمصدرون والشعب الذين اوصلونا الى ساحل الانتصار.
واشار الرئيس روحاني الى مقاومة الشعب الايراني امام الاعداء وقال: ان احد المظاهر الكبرى لانتصار الشعب الايراني والهزيمة الحتمية للعدو في هذه الحرب الاقتصادية هو نهاية عهد الترامبية.
واضاف: ان ترامب ارتكب اسوأ الجرائم في تاريخ اميركا ضد الشعوب المستقلة خاصة الشعبين الايراني والفلسطيني وسائر الشعوب التي كانت تحت نير الظلم الاميركي وان هزيمة هذا الشخص كان نتيجة لهزيمته في المحافل الدولية والقانونية والمعايير الاخلاقية ولدى الراي العام العالمي وبالتالي هُزِم لدى الراي العام الاميركي ايضا.
واشار الى ممارسات ترامب اللاانسانية والارهابية والظالمة تجاه الشعب الايراني واضاف: لقد راينا اداء هذا الشخص حتى في فترة كورونا حيث اضاف كل يوم حظرا وضغطا جديدا. صندوق النقد الدولي اراد ان يمنحنا قرضا بقيمة 5 مليارات دولار للقضايا الطبية ومكافحة كورونا الا ان هذه المجموعة التي كانت حاكمة في البيت الابيض عارضت ذلك ولم تسمح لشعبنا بان يواجه هذا المرض الصعب بظروف افضل.
وتابع الرئيس روحاني: ان السبب في هزيمة ترامب يعود الى سياساته الخارجية الخاطئة وسياساته الصحية الخاطئة وممارساته العنصرية. لقد كان عديم الثقة بالنسبة للجميع وكان يواصل سلوكياته الخادعة والشعبوية ونشكر الباري تعالى الذي كف شره عن الشعب الايراني وشعوب المنطقة.
واكد بانه على الحكومة الاميركية القادمة ان تقوم باعمال كبرى وان تتمكن ازاء جميع الاجراءات التي شوهت صورة اميركا من التعويض الى حد ما عن الظروف وعدم تكرار اخطاء الماضي، وقال: اننا نامل بان تدين الحكومة الاميركية القادمة سياسات ترامب تجاه ايران صراحة وتقوم بالتعويض عن السياسات الخاطئة التي قامت بها الحكومة الاميركية السابقة على مدى الاعوام الاربعة الماضية.
وتابع الرئيس روحاني: ان سياسة الجمهورية الاسلامية الايرانية مثلما اكدنا مرارا تتمثل في؛ الالتزام مقابل الالتزام، المبادرة مقابل المبادرة، خفض التوتر مقابل خفض التوتر، الاحترام مقابل الاحترام، التعهدات الدولية مقابل التعهدات الدولية، فان كانت مثل هذه الارادة متوفرة لدى حكام اميركا الجدد فباعتقادي ان حل القضية سهل جدا وبامكان ايران واميركا اتخاذ القرار للعودة الى ظروف 20 كانون الثاني 2017 وبامكان هذا الامر تغيير المسار والظروف تماما. العقدة الرئيسية يمكن فكها بارادة وتصميم.
وقال رئيس الجمهورية: بطبيعة الحال فان برامجنا قد تمت صياغتها ونقوم بتنفيذها على هذا الاساس ومتى ما حدثت مشكلة لشعبنا في معيشته فتلك تعود للضغوط اللاانسانية الظالمة المفروضة من قبل البيت الابيض ومتى ما عادوا الى التزاماتهم الدولية فان الظروف ستتغير.
واضاف: لقد كنا خلال الاعوام الثلاثة الاخيرة في حرب اقتصادية شاملة الا ان شعبنا قاوم وصمد فيها وتمكنا من تحقيق نمو جيد في مجال الانتاج.
وحول تنفيذ التوصيات الصحية خلال الايام الاخيرة قال: ان شعبنا انجز عملا كبيرا اذ ان الاحصائيات التي وصلتني من المقر (مقر مكافحة فيروس كورونا) تشير الى ان التزام بالتوصيات الصحية بلغ اكثر من 90 بالمائة وهو امر يبعث على الفخر.
واعتبر ان الشعب الايراني خلق بذلك ملحمة كبيرة كالتي كانت في بداية العام وتمكن خلالها من السيطرة على المرض، وقال: سنرى تغيير الظروف ان شاء الله تعالى في نهاية الاسبوع الجاري.
واضاف: انه لا سبيل لمكافحة فيروس كورونا سوى التزام القيود والتباعد الاجتماعي والتوصيات الصحية.
ولفت الى الاجراءات المتخذة الاخيرة في سياق الدعم المعيشي للمواطنين من خلال منح مليون ريال لكل شخص من اجمالي 30 مليون شخص في البلاد في كل شهر من الاشهر الاربعة المتبقية من العام الايراني الجاري (ينتهي في 20 اذار/مارس) وكذلك تقديم قرض بقيمة 10 ملايين ريال لكل اسرة من اجمالي 10 ملايين اسرة في البلاد.