قال سماحته الامام الخميني ، في اخر يوم من شعبان سنة 1403 ه. ق. ( 1983م) في جمع من ائمة الجمعة و الجماعة ، في المحافظات المختلفة ، قال حول كيفية نزول القران الكريم ، على قلب رسول الله ( ص):
"حدثت في شهر رمضان المبارك قضية تبقى ماهيتها وأبعادها غامضة بالنسبة لنا إلى الأبد ألا وهي نزول القرآن. نزول القرآن على قلب رسول الله في ليلة القدر. فما هي قضية نزول القرآن، وكيفية نزول الروح الأمين على قلب النبي الأكرم من قبل الله تعالى (إنا أنزلناه في ليلة القدر)؟ ما هي كيفية هذا النزول على قلب الرسول في ليلة القدر؟. لا بد لي من القول أن هذه القضية تبقى غامضة ومبهمة بالنسبة للجميع فيما عدا الرسول الأكرم والذين نشؤوا في احضانه وكانوا موضع ألطاف الله تبارك وتعالى والعناية الخاصة للنبي محمد.
كيف نزل الروح الأمين بالقرآن على قلب رسول الله؟ وما هي ليلة القدر؟ هذه قضايا تبدو في الوهلة الأولى موضوعات بسيطة وربما تناولها البعض بالبحث والتمحيص، ولكن أقول لكم إن كيفية نزول القرآن تبقى غامضة بالنسبة لأمثالنا. تبقى كيفية نزول ملائكة الله تعالى في ليلة القدر وماهية ليلة القدر غامضة ومبهمة بالنسبة لأمثالنا .
إن الذي يقود الإنسان إلى ضيافة الله هو التخلي عما عدا الله، ومثل هذا غير مر لكل إنسان بل تيسر لأناس معدودين في طليعتهم رسول الله .. إن التوجه القلبي لمبدأ النور والإعراض عما وراء الله، هو الذي جعل من النبي الأكرم مستحقاً لضيافة الله ولنزول القرآن على قلبه مرة واحدة وبسهولة. وان أحد احتمالات الليلة المباركة بنية الرسول الأكرم نفسه التي هي مشكاة نور الله. كما أن ثمة احتمالات أخرى. المهم إدراك هذا المعنى وهو أن مراتب كمالات الإنسان للولوج إلى ضيافة الله، كثيرة ويجب البدء بالمقدمات. ومن هذه المقدمات أن لا يكون هناك توجه لغير الله، وعدم رؤية غير الله، والتخلي عن كل شيء غيره جلّ وعلا." (صحيفة الامام، ج17، ص396)