في آخر ليلة من وجود الامام في نوفل لوشاتو، جمع سماحته الاصدقاء والأحبة وأخذ يتحدث اليهم بعد الانتهاء من صلاتي المغرب والعشاء. كان الموقف أشبه بليلة عاشوراء ونظير إتمام الامام الحسين الحجة مع اصحابه وأنصاره.. جمع الامام الجميع وقال لهم: أنا عازم على العودة الي ايران إن شاء الله. وأنني اطلب من الاصدقاء ومن الأحبة أن لايأتي احد معي الي ايران، لأنني لا ادري ما الذي سيحدث في الطائرة. فمن المحتمل أن يسقطوا الطائرة، لذا فأنا اطلب منكم أن لا يرافقني أحد. إتركوني أذهب لوحدي حتى إذا مااسقطوا الطائرة استشهد أنا وحدي.
مازلت أتذكر أن الجميع خنقتهم العبرة وأدمعت أعينهم، وكان البعض يبكي بصمت. وأخيراً وبعد حديث طويل، ارتفعت صرخات من كانوا مجتمعين: أتريد أن تحرمنا من مرافقتك في هذه الرحلة، وإذا ما كان هناك فيض الشهادة، تحرمنا منه؟ فأجاب الامام: كلا، أنا لا أمنعكم، ولكن اقول لكم بأنه من الممكن أن تحدث امور غير متوقعة. فمن الممكن أن يبادروا الي اعتقالنا وقتلنا جميعاً بمجرد وصولنا الي ايران. ومن الممكن أن يستهدفوا الطائرة بصاروخ وهي داخل الاجواء الايرانية.(آية الله الشهيد محلاتي، مقتطفات من سيرة الامام الخميني،ج1،ص258).
كلمات دليلية: