كنت قد مرضت في الفترة التي كنت أحضر فيها دروس الامام في شرح الاسفار وأصبت بداء الحصبة. وكان الفصل آنذاك شتاءً، وكان مرض الحصبة يومها يعتبر مرضاً خطراً.. كان منزلنا خارج محلة الكزر، ومن حسن الصدف أن منزل الامام كان في ضواحي تلك المنطقة. ولما علم سماحته بمرضي كان يأتي لعيادتي في الصباح والمساء. ومازلت أتذكر جيداً أنه جاء في احدي الليالي لعيادتي، وكان الطبيب قد خرج من عندي لتوه، وقد وصف لي دواءً بالخطأ وتدهورت حالتي. فخرج الامام، هذا الرجل الرباني في تلك الليلة و في ذلك الشتاء البارد ، ليذهب ويأتي بالطبيب الذي كان يعالج بالطريقة التقليدية القديمة، ولم يغادر المنزل حتى تحسنت حالتي قليلاً. وبعد ذلك قام باتخاذ مايلزم لنقلي الي المستشفي. هذه أمور لاتنسي. إذ أن ثمة آخرين كنت احضر دروسهم، إلاّ أن أياً منهم لم يأت لعيادتي ولو مرة واحدة، حتى أنهم لم يبعثوا من يسأل عني والتعرف على سبب عدم حضوري الدرس. (آية الله سيد عزالدين زنجاني، مقتطفات من سيرة الامام الخميني،ج1،ص251).