قال الامام مؤكّداً على حفظ الايمان ووحدة الكلمة: كان الله تبارك وتعالى معنا، وغيّر بلاداً وامة لم يُعطيا اهمية للشؤون الدينية.
لقد حدثت نهضة الامام الخميني (قدس سره) وبتبعها انتصار الثورة الاسلامية، في ظل التوكل والدعم الالهي، قيادة الامام الحكيمة ووحدة وتضامن الشعب. الثورة التي يمكن تسميتها بـ: (المعجزة)، لانه لايُستطاع مقارنتها باَية ثورة شعبية، قديماً وحديثاً. بطبيعة الحال تتواجد هواجس بعد انتصار اية ثورة. ان وحدة الكلمة والحفاظ عليها، من بين الهواجس التي اكّد عليها الامام (قدس سره) مرات عديدة، معتبراً الحفاظ على الوحدة، ضرورياً ولازماً، حيث اعرب عن ذلك، في جمع من الاطباء، المضمدين والمضمّدات في قم، قائلاً:
حافظوا على ايمانكم أيها الأخوة! حافظوا على ايمانكم بالله وحافظوا على وحدة الكلمة وصونوا هذه الثورة. فكل ما لدينا هو من الايمان ووحدة الكلمة. وقد حاولوا سلبنا الايمان ووحدة الكلمة، ولكن الله كان معنا وغيّر بلداً بكامله وشعباً بكامله بعد ان كان أبناؤه غير مكترثين بالأمور الدينية. لقد غيرهم الله بطريقة جعلتهم يتحملون مسؤولياتهم إذ نزل الجميع الى ميدان المواجهة متسلحين بالايمان.
ان هذا الشعب الذي كان ابناؤه مختلفون فيما بينهم- هذي المدينة مع تلك وفي المدينة الواحدة هذي المحلة مع تلك وهذا الشاب مع ذاك- فجاة حدث فيهم تغير الهي وظهر حس التعاون فيما بينهم.
ينقل لي احد اصحابي انه رأى اثناء اندلاع المظاهرات في طهران، امرأة عجوز تمسك بيدها اناء فيه قليل من النقود فقلت في نفسي لابد ان هذه المرأة تريد ان تجمع بعض المال من هذه التجمعات، فاقتربت منها وسألتها: ماذا تفعلين ايتها المرأة فقالت: ان الاسواق معطلة اليوم ولابد ان الناس يحتاجون اجراء بعض المكالمات الهاتفية وقلت انني اتمكن من القيام بهذا الامر من خلال توفير قطع نقدية يستعملها الناس لاجراء اتصالاتهم الهاتفية.
لقد ظهر هذا المستوى من الحس بين الناس، ظهر هذا القدر من حس التعاون بحيث ان المتظاهرين حينما يخرجون الى الشوارع فان سائر الناس تخرج معهم او تعينهم من داخل بيوتهم. ان هذا التحول ناجم عن ارادة الله.
توكلوا على الله. اذا تم نزع هذا الايمان منا لاسمح الله- اذا تمت مصادرة هذا التوكل على الله من نفوسنا فان وحدة الكلمة ستنتزع منا ايضا، وسوف نعود لاسمح الله الى مصائبنا السابقة.
(صحيفة الامام، ج 6، ص 274)