أعلن في الجمهورية الإسلامية الإيرانية رسميا، وفاة رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في الجمهورية الاسلامية آية الله العظمى السيد محمود هاشمي شاهرودي، عن عمر ناهز السبعين، بعد صراع مرير مع المرض.
السيد الشاهرودي ولد في الثاني من ذي القعدة 1367 هـ 1 سبتمبر/ايلول 1948 بمدينة النجف.
بعد إنهائه الدراسة الابتدائية في المدرسة العلوية في مدينة النجف، بدأ بدراسته الحوزوية، فأنهى مرحلتي المقدّمات والسطوح في سنين قليلة، ثمّ انضم إلى حلقة دروس مرحلة الخارج في الفقه والأُصول، التي كان يقيمها الشهيد السيّد محمد باقر الصدر (قدس سره)، إضافة إلى حضوره دروساً للإمام الخميني والسيد الخوئي (قدس سرهما).
سفره إلى إيران
اعتقل على أثر الحملة التي شنَّها نظام صدام حسين ضد العلماء والمفكِّرين عام 1393 هـ، فلاقى صنوف التعذيب الجسدي والنفسي، ولوحق من قبل البعث، واضطرَّ آنذاك إلى السفر إلى إيران، بإيعاز من الشهید السيد محمد باقر الصدر(قدس سره)، ليكون وكيله العام وممثِّله الخاص لدى الإمام الخميني (قدس سره)، وبعد وصوله إلى إيران، جنَّد نفسه لخدمة الثورة
الإسلامية، وتعزيز مكانة القيادة، باعتباره حلقة الوصل بين الشهيد الصدر والإمام الخميني (قدس سرهما)، وكانت له مواجهات جريئة مع أعداء الإسلام.
تدريسه
يعد من أبرز الفقهاء، و منذ عام 1402 هـ شرع بتدريس مرحلة البحث الخارج في الفقه والأُصول في مدينة قم المقدّسة، حيث تتلمذ على يديه جمع غفير من الطلبة والفضلاء من داخل إيران وخارجها على السواء.
يذكر ان آية الله شاهرودي كان قد تم تعيينه العام الماضي من قبل آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي رئيسا لمجمع تشخيص مصلحة النظام.
تعزية الرئيس روحاني
عزّى الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني بوفاة رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام آية الله محمود هاشمي شاهرودي الذي وافاه الاجل مساء امس الاثنين اثر مرض عضال.
واعرب روحاني، في برقية وجهها صباح اليوم الثلاثاء بهذا الشأن، عن حزنه العميق بهذه الحادثة الاليمة ووصفه بالاستاذ الكبير في مجال الفقه والذي كان تلميذا لاساتذة كبار كالشهيد السيد محمد باقر الصدر.
واضاف، ان هذا الفقيد قد صرف سني حياته المباركة باعتماد نهج الاعتدال والترويج للتعقل والتقريب وعلوم الدين وسيرة اهل البيت عليهم السلام وتعليم الطلبة البارزين.
وتابع: ان الفقيد تولى، خلال 4 عقود مضت، مسؤوليات مهمة ومؤثرة للغاية كعضوية مجلس صيانة الدستور ورئاسة السلطة القضائية ومجلس خبراء القيادة ومجمع تشخيص مصلحة النظام مؤخرا وكان مصدرا للتغييرات والخدمات القيمة.
ولفت الى ان الفقيد ألف كتبا علمية وفقهية ممتازة ساهمت في الارتقاء بالثقافة والحضارة الاسلامية - الايرانية وتمتين الاواصر بين الحوزة العلمية والجامعة وتنمية العلوم الانسانية كما أسس "جامعة العدالة" بهدف القيام بخطوات مهمة وخالدة في الترويج للثقافة الاسلامية وعلم القضاء.
وعزّى روحاني، بهذه الحادثة الاليمة، قائد الثورة والمرجعيات وعلماء الدين والحوزات العلمية واعضاء مجمع تشخيص مصلحة النظام والشعب الايراني وطلاب الفقيد واسرته، ودعا الله بالدرجات العلى للفقيد وان يحشر مع اجداده الطاهرين ولذويه بالصبر والسلوان.