يذكر حجة الاسلام والمسلمين عبد الكريم بي أزار الشيرازي في كتابه "حكومة على اساس الاخلاق" الاهتمام البالغ لدى الامام الخميني (قدس سره)، فيما يتعلق بـ : سعدي (الشاعر الايراني المشهور)، والتفات الامام الى اصلاح اخلاق مسؤولي الدولة، بلسان سعدي، حيث يقول (بي أزار الشيرازي):
اتذكر قبل عدة اشهر من رحيل الامام، ذات صباح اتصل بي حجة الاسلام رسولي محلاتي، مدير مكتب الامام، وقال: ان الامام يطلب ديوان سعدي المؤلَّف من ثلالثة مجلدات .. هل تستطيع توفيره لسماحته؟.. قلت: بكل سرور. لكن، لماذا ثلاثة مجلدات وليس مجلداً واحداً؟ اَجاب: الامام يريد مجلدات صغيرة ليتمكن من مطالعتها بسهولة، خلال تجوله يومياً.
كان الامام، خاصة بعد الثورة في الاشهر الاخيرة من حياته، يطلب كتاب "بوستان سعدي".. طبق مواعظه للشعب والساسة، كان يتطرق الى ان الحكومة الاسلامية تقوم على اساس الاخلاق وعلى رأس ذلك، الجهاد الاكبر او جهاد النفس، للوصول الى التوحيد الذي يؤدي في النهاية الى وحدة الامة وانحسار الاحقاد والعداء، واشاعة طريقة (كيفية) ادارة البلاد وما يرتكز عليه قانون العدل الالهي، و تَخلُّق افراد الشعب باخلاق القرآن والاسلام الاصيل، وهذا ماسعى اليه سعدي واورده بصورة شعر وحكاية في كتبه. خاصة في كتابه الـ "بوستان" باللغة الفارسية، فقد كان الناس في العهد (الملكي) البائد، يهتمون اكثر بظاهر القرآن واعرابه وتلاوته وحفظ الفاظه.. مبتعدين بذلك عن المطالعة!.. اِن هدف القرآن هو تربية الانسان وحل الاختلافات والوصول الى الوحدة والاخلاق الحميدة. وكما يقول الشاعر سعدي: المراد من نزول القرأن اكتساب السيرة المطلوبة وليس ترتيل السورة المكتوبة! وللامام الخميني (قدس سره) نفس هذه النظرة في تفسير القرأن حيث يقول:
ان معنى التفسير، بشكل عام، هو شرح مقاصد ذلك الكتاب.. والاهم (من ذلك) بيان مايعنيه صاحب الكتاب. (الامام الخميني، أداب الصلاة ص، 192-193)
المرجع: كتاب (حكومة على اساس الاخلاق)، حجة الاسلام والمسلمين عبدالكريم بي أزار الشيرازي.