كان حال الامام علي أمير المؤمنين خلال عهد خلافته التي كانت تخضع لها بلدان كثيرة منها إيران والحجاز والعراق والاردن ومصر، فرغم إتساع رقعة حكمه نلاحظ شدة بساطة معيشته، فهل هو الذي يحمل هموم الجماهير أم أولئك الذين يتحدثون عنهم؟!، قارنوا بينهم وإدرسوا ما ينقله التأريخ عن سيرته. فهو الذي ينقل لنا التأريخ انه كان ينام ليلًا على جلد كبش مع عياله وفي النهار يضع عليه علف راحلته!! وهكذا كانت معيشة أمير المؤمنين اذ يمكننا القول أنه لم يشبع في عمره ولا مرة واحدة من الخبز، وكان- كما يروى- يمهر الكيس الذي يضع فيه قطعاً من خبز الشعير اليابس التي كان يقتات عليها، وكان يفعل ذلك لكي لا يفتحه ولده شفقة على أبيهم ويضعون على تلك القطع الجافة من الخبز شيئاً من الزيت أو غيره، وقد ختم على الكيس لأن زينب مثلًا ارادت مرةً ان تصب على هذا الخبز قليلًا من الزيت! هذا هو حال طعام امير المؤمنين (عليه السلام).
يروى انه في الليلة التي ضرب فيها كان في ضيافة ابنته (ام كلثوم) وعندما أتت بطعام إفطاره رأى انها قدمت له قرصين من شعير وقصعة فيها لبن وجريش ملح، فأنكر ذلك عليها لانها تعلم أنه لم يأكل نوعين من الطعام في وجبة واحدة، فأمرها ان ترفع أحدهما فأرادت ان ترفع الملح فأبى عليها وطلب منها ان ترفع اللبن وتبقي الملح، فأكل لقمتين من خبز الشعير مع الملح! هذه هي حكومتنا، حكومة الاسلام، وهذا حال الحاكم الاسلامي وذلك حال الحاكم الشيوعي والماركسي. (صحيفة الإمام، ج4، ص144- 145)