لقد حارب أمير المؤمنين (علي (ع)) معاوية (حوالي) ثمانية عشر شهراً في صفّين، وكم قدّم من القتلى- أكثر من عشرة آلاف شخص- وقَتلوا أكثر من ذلك. كان معاوية يقول: أنا مسلم ويجب أن أكون خليفة للرسول (ص)! وكان يؤم الجماعة والجمعة! كان معاوية يحافظ على الظواهر جيداً، ولم يكن مثل يزيد الذي كان سيئاً في ظواهره أيضاً. تُرى ما الذي دفع أمير المؤمنين (علي (ع)) للحرب؟ لانه كان هناك ظالم يستغل الناس، وأخذ بزمام الامور مواجهاً للحكومة الإسلامية، وكان يحرّض الناس على الظلم والاعتداء وينهب أموال الناس وبيت المال. فكان على أمير المؤمنين (علي (ع)) واجب شرعي أن يقاتله سواء خسر أو انتصر!
ويصرح سيّد الشهداء (الحسين)- سلام الله عليه- بأنه إذا رأى أحد حاكماً جائراً يظلم الناس يجب ان يواجهه! فنهض الامام بقلّة من أنصاره، وكان ذلك واجباً شرعياً، كان لابد له من ان ينهض، ويضحّي بدمه ليصلح هذه الامة، ويسقط راية يزيد، وفعل ذلك، ضحى بدمه وأبنائه وجميع ما يملك في سبيل الإسلام!
فهل إن دمنا أزكى من دم سيد الشهداء (ع)؟! لماذا نخاف من إراقة دمائنا؟! لقد كان إسلام يزيد كإسلام الشاه، ان لم يكن أحسن فلم يكن أسوأ منه! لقد رأى سيد الشهداء (ع) أن من واجبه ان يقوم بوجه السلطان الجائر وان يضحي بنفسه، لان يزيد كان يعامل الشعب بهذا الشكل وكان رجلًا معتدياً ظالماً يريد ان يتحكم بالامة فتطيعه دون مبرر!
إن سيرة الانبياء كانت تتمثل بالوقوف امام السلطان الجائر الذي يريد ان يحكم الناس، والقيام بوجهه وملاحقته! يجب الذهاب إليه وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وإنزاله عن عرشه الباطل مهما بلغ الأمر.
إذن نحن لا نبالي بتقديم الضحايا، ولابد لنا من تقديم الضحايا طبعاً، إننا نريد تحرير امة لتنال استقلالها. نريد أن نخرج من تحت وطأة أميركا وإنجلترا وروسيا، وذلك يستلزم التضحية والسجن طبعاً! ولا نأبه لسجننا وللتضحية بأبنائنا، لأن ذلك في سبيل الله، وما يكون لله ويقابله الظالم فلا غمّ لدينا! نحن نضحي بشبابنا في سبيل الله تعالى، فلا تدعو الخوف يدب الى نفوسكم. لا تصغوا الى وساوس الشياطين ابداً. اصمدوا ولا تسمحوا للخوف ان يغشي قلوبكم وستنتصرون- إن شاء الله- وإن قُتلنا، ففي سبيل الحق وهو النصر.(صحيفة الامام، ج 4، ص102).