بمناسبة هجوم جنود نظام الشاه البهلوي الجائر على المدرسة الفيضية في قم (1342ه.ش)
في مثل هذا اليوم هجم جنود السلطة على المدرسة الفيضية في قم و قتلوا عدداَ كثيراَ من الطلاب و علماء الدين، قال الامام الخميني (قدس سره)في خطاباته حول هذه القضية: «هذه الفاجعة العظيمة التي ارتكبها النظام المتجبر على الاسلام والرسول الاكرم- صلى الله عليه وآله- اعادت الى الاذهان واقعة شهداء كربلاء. فقد قمعت القوات الحكومية ذرية الرسول الاكرم وابناءه الروحيين بكل قسوة، وآلمت قلب إمام العصر والزمان. الفاجعة التي حلت بالاسلام لا نظير لها إلّا في عصر التوحش والقرون الوسطى. لقد أعادوا الى الاذهان ذكرى جنگيز من جديد. هذه هي معاملة الحكومة للاسلام وعلماء الدين.»
فيما يلي خطاب الامام الى علماء الدين والطلاب وجمع من اهالى قم الذين كانوا في قلق واضطراب واعياَ فيه الي الصبر والاستقامة عند المصائب والفجائع:
«لا تقلقوا ولا تضطربوا، ولاتخافوا، فأنتم اتباع ائمة صبروا واستقاموا في النكبات والمصائب، وما نعانيه اليوم لايقاس الى ما عانوه! لقد عاش ائمتنا العظام أحداثاً مثل يوم عاشوراء وليلة الحادي عشر من محرم، وتحملوا اشد المصائب في سبيل دين الله. فماذا تقولون انتم اليوم؟ ومم تخافون؟ ولأي شئ مضطربون؟ فمن يدّعي أنه من اتباع الامام امير المؤمنين والامام الحسين، يعاب عليه أن تتلاشى نفسه أمام ممارسات وفضائح النظام الحاكم هذا. لقد فضح هذا النظام نفسه بارتكابه هذه الجريمة، وكشف عن حقيقته الهمجية، كما أن النظام الطاغي دق اسفين سقوطه بارتكابه هذه الفاجعة، وانتصرنا نحن، فقد كنا نتمنى أن يكشف النظام عن حقيقته هذه وأن يفضح نفسه. قُتِلَ عظماء الاسلام في سبيل حفظ الاسلام واحكام القرآن الكريم، ودخلوا السجن، وضحوا بأنفسهم حتى استطاعوا أن يحافظوا على الاسلام، ويوصلوه إلينا. فعلينا اليوم أن نستعد لكل الملمات في مواجهة الاخطار التي تستهدف الاسلام والمسلمين، حتى نستطيع قطع أيدي الخائنين للاسلام، ونحول دون اهدافهم ومطامعهم...يتوجب على الجماهير زيارة المدرسة الفيضية والاطلاع عن كثب على الجرائم الوحشية للنظام الحاكم، كما ينبغي لهم عيادة الجرحي والمصابين من رجال الدين، ليدركوا حقيقة ما فعلته السلطة الحاكمة بعلماء الدين.»
صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج1، ص: 172-173