شاءت الاقدار ان يتوقف قلب الشيخ اكبر هاشمي رفسنجاني، احد اكبر اعمدة الثورة الاسلامية والجمهورية الاسلامية في ايران، والى الابد، مساء يوم الاحد 7 كانون الثاني / يناير 2017 ، في نفس المستشفى الذي نُقل اليه قبل اكثر من 37 عاما (1979) وهو مضرج بالدماء، بعد تعرضه لمحاولة اغتيال فاشلة على يد جماعة فرقان الارهابية.
عندما تناهى حينها خبر محاولة اغتيال الشيخ رفسنجاني الى الامام الخميني (رضوان الله تعالى عليه)، نذر سماحته ليحفظ الله الشيخ، واصدر بيانا بدأه بجملة اكدت منزلة الشيخ رفسنجاني لدى الامام الخميني (رضوان الله عليه)، كما بينت دوره الهام في الثورة الاسلامية، وهي :” ان هاشمي سيبقى حياً ما دامت النهضة حية”.
الكاريزما التي كان يتمتع بها الشيخ رفسنجاني، وشخصيته الشجاعة والقيادية، وقربه من الامام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) واخلاصه للثورة الاسلامية، وتفانيه من اجل الشعب، كل هذه الخصوصيات جعلته من اكثر رجالات الثورة الاسلامية والجمهورية الاسلامية تحملا للمسؤولية وتبوأ للمناصب الحساسة والخطيرة، ونجح في تحمل مسؤولية هذه المناصب وبجدارة، فقد:
-تولی إدارة القوى المؤیدة للامام الخمینی (رض) فی إیران، قبل انتصار الثورة الاسلامية.
-تولي منصب رئیس مجلس الشورى الاسلامي (البرلمان) بین عامی 1980 و1989.
-عینه الامام الخمیني (رضوان الله تعالى عليه ) قائما بأعمال قائد القوات المسلحة.
-انتخب رئیسا للجمهوریة الاسلامیة فی ایران لفترتین رئاسیتین متتالیتین (من 3 آب سنة 1989 إلي 2 آب 1997).
-انتخب رئیسا لمجمع تشخیص مصلحة النظام منذ عام 1989.
– انتخب رئيسا لمجلس خبراء القیادة بين عامي 2007 و 2011.
وهذه المناصب هي ارفع واهم المناصب في الجمهورية الاسلامية في ايران.
قائد الثورة الاسلامية سماحة اية السيد علي خامنئي، وفي نعيه للشيخ رفسنجاني، اشار الى شخصيته الفذة، بقوله:”ان الذكاء المتقد الذي تمیز به الفقید ووده وحمیمیته الفریدة في تلك السنوات كانت سندا مطمئنا لكل من رافقه وعمل معه بمن فیهم انا على وجه التحدید”، كما اشار الى دوره الاستثنائي في الثورة وتاريخ الجمهورية الاسلامية، بقوله :”فقدان رفیق الدرب، الذي تعود فترة التعاون معه الى 59 عاما، أمر صعب ومؤلم، فكم من الصعاب والمخاطر واجهناها معا خلال العقود الماضیة .. فالفقید نموذج فرید من الجیل الاول للمجاهدین ضد نظام الشاه المقبور وكان في طلیعة من سلكوا بكل فخر واعتزاز هذا الطریق الشاق. فقد تحمل الفقید وعلى مدى سنین السجن وذاق انواع التعذیب على ید السافاك”.
الجمهورية الاسلامية في ايران، فقدت برحيل الشيخ هاشمي رفسنجاني، احد قادتها، والمساهمين في تأسيسها، والمدافعين عنها، والمحافظين عليها، فهو اقسى رحيل على الشعب الايراني منذ رحيل الامام الخميني (رضوان الله تعالى عليه)، الا ان ما يخفف من هول هذا الرحيل، هو وجود سماحة اية الله السيد علي خامنئي على قمة هرم القيادة في ايران، الرجل الذي قاد الجمهورية الاسلامية في ايران، الى بر الامن والامان، وفي اصعب الظروف التي واجهتها وما اكثرها، وكذلك وجود الدستور، والنظام السياسي القائم على اصوات الشعب، وهو نظام ساهم الراحل رفسنجاني في بنائه والسهر عليه، لذلك سيبقى رفسنجاني، كما قال الامام الخميني (رضوان الله تعالى عليه)، حياً مادامت النهضة الاسلامية حية.