الامام الخميني (قدس سره) كمؤسس للجمهورية الاسلامية الايرانية، كانت له نظرة خاصة وشاملة، لما للشعب من حقوق، وقد اكّد على ذلك في مواقفه وسياسته، بالنسبة للشعب كمجموعة من الناس او افراد، ومن بين تلك الحقوق المشروعة للشعوب في كافة المجتمعات، الاستقلال عن القوى الاجنبية وتقرير الشعب لمصيره بنفسه، على اساس القيم والعقائد الدينية، وبهدف توفير الحرية، سياسياً، اجتماعياً، ثقافياً واقتصادياً.. وكان هناك نضال وكفاح مستمر للحصول على ذلك، قال سماحته (قدس سره):
"هم أبناء شعب يقولون حقاً، ويطالبون بحقوقهم، فالحرية حق الشعب واستقلال كل بلاد حق ثابت لأهله" (صحيفة الامام، ج5، ص 136). هذا اليوم ليس يوماً يمكن الاعتماد فيه على الحراب. الدنيا تغيرت وبدأت صحوة الشعوب تسري. (صحيفة الامام،ج11،ص271)
"لا يمكن قبول أو تحمل أن يظلم- لا سمح الله- أحد باسم الثورة والثورية، أو صدور أعمال تتنافى مع المعايير الإلهية والأخلاق الإسلامية الكريمة من قبل الذين لا يعبأون بالقيم المعنوية. ( صحيفة الامام،ج17،ص 122)
"أولى مراتب الحضارة هي حصول الشعب على حريته. (صحيفة الامام،ج5،ص26)
"القانون لمصلحة الشعب، لمصلحة المجتمع، ليس لمصلحة بعض الأشخاص وبعض الفئات. فالقانون يهتم بكل المجتمع. ومن أجل تهذيب كل المجتمع. (صحيفة الامام،ج14،ص327)
"كان الإسلام ومازال حافظاً للحقوق المشروعة للاقليات الدينية ، وهم احرار في الجمهورية الإسلامية، ويمارسون شعائرهم الدينية بحرية مثل الآخرين في ظل الحكومة الإسلامية. (صحيفة الامام،ج5،ص129)
"بالنسبة للحقوق الانسانية، لا فرق بين الرجل والمرأة. لأن كلاهما إنسان، ومن حق المرأة التحكم بمصيرها كالرجل. أجل، ثمة حالات توجد فروق بين الرجل والمرأة لا علاقة لها بشأنها. (صحيفة الامام،ج4،ص255)
"يحدونا الامل ان يقوم السلام العالمي على اساس استقلال الشعوب وعدم التدخل في شؤون الآخرين واحترام مبدأ وحدة اراضي دول المنطقة. (صحيفة الامام،ج12،ص129)
"ان وعي الشعب ومشاركته واشرافه على الامور وتكاتفه مع حكومته المنتخبة، هو اكبر ضمان للحفاظ على الامن في المجتمع. (صحيفة الامام،ج4،ص162)
"إن سياستنا تستند دوماً إلى صيانة الحرية والاستقلال والحفاظ على مصالح الشعب. لن نضحي بهذا المبدأ مهما كان الثمن. (صحيفة الامام،ج4،ص255)
وكان يعتقد بأن الشعب يحق له الانخراط في منظمات واحزاب، فهي ضرورة في مبادئ ادارة المجتمع الاسلامي، ولذلك، كان يشجّع قيام تجمعات واحزاب دينية ووطنية منبثقة من الشعب، لأن ذلك يؤدي الى قيام الناس بادارة اعمالهم بانفسهم وهو المسار الافضل، وكان لتلك (الحقوق) مكانة خاصة عند الامام (قدس سره)، ليس، لانه (نِتاج) غربي! بل لأنه احد التعاليم الاسلامية الاصيلة والتوحيد، وكان يعتبر الأنسان كخليفة لله تعالى على الارض، يحمل صفات وخواص (من) الله عزوجل، كالعقل، الادارة، الاختيار والحرية.. وخُلق حراً بالفطرة، ولايحق لأحد، سلب هذا الحق الفطري منه.. في الوقت ذاته، كان يحذر الشعب من (الحريات) المستوردة الغربية والشرقية! وعبّر عن ذلك بـ "هؤلاء الذين ينادون بالشيوعية وما إلى ذلك، هم أنفسهم أكثر تجبراً ودكتاتورية من الجميع، وقد سجنوا كل شعوبهم وكبّلوها بالأغلال. ما من حرية لأحد في تلك البلدان. كما لا توجد حرية في البلدان الغربية أيضاً، هنالك اسم الحرية وكلام عن الحرية" (صحيفة الامام، ج12، ص 288).
"هؤلاء(زعماء القوى العظمى الاستكبارية) يتحدثون عن حقوق الإنسان ويعملون خلاف ذلك . الإسلام يحترم حقوق الإنسان ويعمل بها ايضا. (صحيفة الامام،ج14،ص57)
"إذا عاملتنا جميع الدول باحترام، سنبادلها الاحترام ايضاً، وإذا أرادت الدول والحكومات أن تفرض علينا شيئاً سنرفض ذلك. (صحيفة الامام،ج4،ص234)
اما بالنسبة للغرب، فقد اعتبر سماحته (قدس سره)، انّ الغرب حتى ولوكان يتمتع بنوع من الحرية، فانه يحظر ذلك على العالم الثالث! ومما يلفت النظر، في مسار الامام، ماقام به من اجراءات خالدة، كالبيان ذي الثمانية فصول عام 1982م، الموجّه الى السلطة القضائية والتنفيذية، فيما يتعلق برعاية حقوق المواطنة والحفاظ على مايتمتع به كل فرد من افراد الشعب داخل اطاره الخاص به.. وقد صرح سماحته، عدة مرات، بأن الحكومة الاسلامية المفضلة، هي الحكومة القائمة على رأي ونظر وبيعة الشعب ومشاركته في الانتخابات، حيث يتمتع كل من الحكام والمحكومين بمسؤوليات وواجبات متقابلة.
في الحقيقة، ان العالم الاسلامي اليوم، يواجه مشاكل جادة .. ونظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، كنظام موفق، انبثق قبل 38 عاماً وصمد.. يلعب دوراً هاماً بالنسبة لما يجري في العالم المعاصر والعالم الاسلامي.. ومن بين ذلك، مواجهة مصيبة العالم الاسلامي الاخيرة، التي لايتجاوز عمرها عدة سنوات، وخاصة فيما يتعلق بالتيارات التكفيرية كالوهابية، القاعدة، داعش وامثالها... في هذا المسار، تُعتبر افكار الامام، طريقة حل مناسبة لذلك. انّ افكار وتجربة الامام (قدس سره) تستطيع ان تكون مناراً، لأضاءة الطريق ومعالجة هذه التحديات، للتصدي للمتحجرين والمتخلفين، فقد استطاع سماحته مواجهة الحرب المفروضة على ايران لمدة ثمان سنوات، واثارة الصراعات هنا وهناك في ايران، التي قام بها الاعداء والارهابيون.. استطاع قيادة وهداية حركة النظام الديني المستقل في مساره الصحيح، بالأتّكاء على آراء الشعب وتواجد الشعب الواسع(على الساحة)والدفاع عن (حقوق) الشعب.