تُعتبر تزكية وتهذيب النفوس من اوُلى الاهداف لبعثة الانبياء (ع)
«هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلوا عليهم اياته و يزكيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمه » (جمعة/2)
عندما نتتبع حالات العلماء الربانيين وعظماء الدين، يتضح، انَّ لهم، اشرافا مستمرا، على انفسهم ويُعِيرون اهمية خاصة لتهذيب النفس والتزكية، حيث انهم وبصورة متواصلة، يراقبون ويحاسبون انفسهم.. ولذلك، فقد فتح الله تعالى امامهم آفاقاً جديدة من المعرفة والهداية (شرح اربعين حديث، ف، امام خميني، مؤسسة تنظيم ونشر آثار الامام الخميني). حسب ماوعد تعالى في القرآن الكريم «وَ الَّذينَ جاهَدُوا فينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَ إِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنينَ» (عنكبوت/69).
كان سماحة الامام الخميني، يقول «استيقظوا قبل فوات الأوان.. وقوموا، اولاً، بتهذيب وتزكية انفسكم واصلاحها... انكم اذا درستم، فقد تصبحون علماء، الاّ، انه، عليكم معرفة، انّ هنالك بَون شاسع بين المهذًّب والعالِم، فكلما ازداد ذلك في القلب الاسود وغير المهذّب، ازداد الحجاب (دونه)، ففي النفس غير المهذبة، تلف الظلمات (علم) الحجاب. إنَّ العلم نور، لكن مساحته في القلب الاسود اكثر ظلمة وعتمة» (جهاد الاكبر، ف، امام خميني، مؤسسة تنظيم ونشر آثار الامام الخميني).
«على الحوزات العلمية اينما كانت ان تتيقظ. فاليوم ليس مناسب لان تتحرك الحوزات العلمية باسلوبها السابق. ففي السابق كانت الامور مختلفة والوضع اليوم مختلف، على الحوزات العلمية ان تكون متيقظة، وان تجعل التقوى نصب عينيها. على اصحاب الفضيلة وطلاب العلوم الدينية ان يضعوا نصب اعينهم التقوى، وتنزيه النفس، وجهاد النفس. ان من يجاهد نفسه يستطيع ان يحكم امة بكاملها. جاهدوا انفسكم، هذّبوها ... هذبوا حوزاتكم. على الجميع ان يهذبوا انفسهم، على جميع ابناء الشعب ان يهذبوا انفسهم.(صحيفة الامام، ج6،ص 223)
الامام الخميني(قدس سره) رجل العلم والعمل
قال سماحة آية الله مظاهري، حول سماحة الامام «لم يكن تدريسه، التعليم والتعلم فقط، فقد كان سماحته يُراعي ان يكون التعليم تهذيباً كذلك. أي، انَّ تدريسه، كعمل رسول الاسلام الاكرم (ص)... «و يزكّيهم و يعلّمهم الكتاب والحكمة » الشيئ الذي اثار اعجابنا وكان مما يتمتع به من اخلاق سجية وارفة، هو التهذيب العلمي الذي كان ملتزماً به» {معالم خاصة من ماضي وحياة الامام الخميني(سرگذشتهاي ويژه از زندگي امام خميني)، ج5، ص 166}.