اعلن قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي انه وخلافا للممارسات غير اللائقة لمن خسروا في الانتخابات عام 2009 وكلفوا البلاد الثمن وحرضوا الاعداء على الطمع من خلال اثارتهم للفتنة ، نجد ان الذين خسروا في هذه الانتخابات هنأوا الذين فازوا في الانتخابات وهذه القضية خطوة عظيمة وقيمة.
وفي اخر لقاء له مع رئيس واعضاء الدورة الرابعة لمجلس خبراء القيادة صباح اليوم الخميس اشاد قائد الثورة الاسلامية بالمشاركة الملحمية والمعبرة للشعب في الانتخابات واعلانه الحازم بتمسكة ووفائه للنظام الاسلامي مستعرضا خصوصيات هذه الانتخابات واهم واجبات واولويات مجلس خبراء القيادة ومجلس الشورى الاسلامي في الدورة الجديدة.
واشار سماحته الى ثلاث اولويات رئيسية للبلاد في المرحلة الراهنة واصفا قضية التغلغل الاجنبي بالجادة للغاية والمهمة مؤكدا ان السبيل الوحيد للتقدم الحقيقي رهن بارساء دعائم الوضع الداخلي للبلاد في المجالات الاقتصادية والثقافية والسياسية وصيانة الخصوصيات الثورية والتحرك الجهادي والحفاظ على عزة وشموخ والهوية الوطنية والاسلامية وعدم التحول الى لقمة سائغة للعالم.
ووصف قائد الثورة الانتخابات الاخيرة ونظرا الى مشاركة 34 مليون ناخب وادلائهم بما يقرب من سبعين مليون صوت في صناديق الاقتراع تعد انتخابات معبره ومهمة وقال ان الشعب سجل في الحقيقة حضورا لامعا وان مشاركة 62 بالمئة ممن يحق لهم المشاركة في الانتخابات قياسا بالكثير من الدول حتى اميركا تعد نسبة عالية.
وتابع سماحته ان الشعب برهن في الواقع من خلال هذه المشاركة العالية ثقته بالنظام الاسلامي بشكل عملي .
واعتبر قائد الثورة فوز او خسارة بعض الافراد في الانتخابات المختلفة بانه قضية طبيعية وضمن اعرابه عن شكره لمساعي اعضاء مجلس خبراء القيادة الذين لم يوفقوا في الدورة الجديدة للدخول الى المجلس وقال ان فوز او خسارة بعض الشخصيات البارزة في الانتخابات لايعد ثلمة في شخصيتهم مؤكدا ان السادة يزدي ومصباح هما من هذه الشخصيات التي كان حضورهم في مجلس الخبراء يزيد من ثقل المجلس وغيابهم خسارة له .
واستعرض سماحته خصوصيات الانتخابات في النظام الاسلامي لاسيما الانتخابات الاخيرة وقال ان حرية الشعب في المشاركة بالانتخابات هي من جملة الخصوصيات لان المشاركة في الانتخابات ليست امرا اجباريا في النظام الاسلامي فالشعب يشارك برغبته ودوافعه وفكره في جميع الانتخابات.
واعتبر قائد الثورة ان الطابع التنافسي للانتخابات في النظام الاسلامي بانه الخصوصية الثانية مؤكدا ان الانتخابات الاخيرة كانت ذات طابع تنافسي بشكل كامل لان التيارات والافراد المختلفين شاركوا في الانتخابات بشعارات متنوعة وان مؤسسة الاذاعة والتلفزيون كانت تحت تصرف مرشحي مجلس خبراء القيادة وان الجميع سعوا وتنافسوا بكل معنى الكلمة.
واعتبر سماحته امن وهدوء اجواء الانتخابات بانها من الخصوصيات البارزة للانتخابات الاخيرة وقال انه في الوقت الذي تشهد شعوب الدول حولنا غياب الامن وحواث ارهابية نجد اجراء انتخابات بهذه العظمة وبهذه المشاركة الشعبية الواسعة في ايران بعيدا عن اية حوادث بحيث ان اهالي طهران حظروا عند صناديق الاقتراع بمنتهى الامن من الساعة الثامنة صباحا وحتى منتصف الليل .
واعرب عن شكره لجهود واجراءات قوى الامن الداخلي ووزارتي الامن والداخلية والحرس الثوري والتعبئة الشعبية في اقرار الامن وتوفير مناخ امن للانتخابات واشار الى ان النزاهة والامانة كانت من الخصوصيات الاخرى لهذه الانتخابات وقال انه وخلافا لدعاية الاعداء ومزاعم البعض في الداخل اتسمت الانتخابات في النظام الاسلامي بالنزاهة دوما ولم نشهد اي حركة مدبرة للتاثير على نتائج الانتخابات.
واكد قائد الثورة ان الانتخابات الاخيرة برهنت من جديد عدم صوابية وصدقية مزاعم من طعنوا في نزاهة انتخابات عام 2009 وساهموا في اثارة تلك الفتنة المضرة بالبلاد.
واوضح سماحته انه وكما اتسمت الانتخابات الاخيرة بالنزاهة فان الانتخابات في الدورات السابقة ومنها انتخابات عام 2009 و 2005 كانت نزيهة ايضا.
واعتبر قائد الثورة السلوك اللائق للغاية لمن خسروا في هذه الانتخابات بانه من خصوصيات الانتخابات الاخيرة وقال انه وخلافا للممارسات غير اللائقة لمن خسروا في الانتخابات عام 2009 وكلفوا البلاد الثمن وحرضوا الاعداء على الطمع من خلال اثارتهم للفتنة ، نجد ان الذين خسروا في هذه الانتخابات هنأوا الذين فازوا في الانتخابات وهذه القضية خطوة عظيمة وقيمة.
واوضح سماحته ان اعلان الشعب ثقته بالنظام الاسلامي في الانتخابات الاخيرة ياتي خلافا لمحاولات العدو لجعل الشعب والنظام على طرفي نقيض وزعزعة الثقة بالانتخابات .
واشار من جديد الى قضية الهجمات التي استهدفت في الاشهر الاخيرة مجلس صيانة الدستور ووجه عتابه الشديد لمن تاثروا بالاعداء من حيث لايدرون وهاجمو مجلس صيانة الدستور وقال ان مجلس صيانة الدستور مارس مهامه بجدية وان كان هناك خلل فيعود الى القانون الذي يجب ان يجري تعديله.
واضاف ان دراسة اهلية 12 الف شخص في عشرين يوما هو واحد من الثغرات القانونية التي يجب ان تسد ولاينبغي ان يتعرض مجلس صيانة الدستور للهجمات بجريرة ثغرة قانونية.
وحول قضية المصادقة على الاهلية قال قائد الثورة متسائلا هل يمكن تاييد اهلية شخص من دون حصوله على الشروط اللازمة وحينئذ الا نتحمل المسؤولية امام الله سبحانه وتعالى ؟
وتابع سماحته القول عندما لايجد مجلس صيانة الدستور الشروط القانونية اللازمة في الفرد المرشح فلا يمكنه تاييد صلاحيته وهذا لايعد اشكالا بل عملا بالقانون.
واكد قائد الثورة ان مجلس صيانة الدستور واحد من المراكز الرئيسية في نظام الجمهورية الاسلامية والذي تعرض منذ بداية انتصار الثورة الاسلامية للهجوم والتشويه من قبل الاستكبار وقال ان اي تشويه لمجلس صيانة الدستور يعد اجراء غير اسلامي وغير قانوني وغير شرعي وغير ثوري .
واكد انه من الطبيعي ان يستاء الافراد الذين لايحصلون على الاهلية اللازمة لخوض الانتخابات ولكن لاينبغي لهم ان يشوهوا صورة مجلس صيانة الدستور بل يجب عليهم ان يسجلوا احتجاجهم ويتابعوا ذلك بالطرق القانونية .
وبعد استعراضه خصوصيات ورسائل الانتخابات الاخيرة قال قائد الثورة الاسلامية ان الشعب ومن خلال تواجدة في الساحة قد ادى واجبه وحان الان دور المسؤولين لينهضوا بمسؤولياتهم.
وتناول قائد الثورة الاسلامية مهام اعضاء مجلس خبراء القيادة باعتباره واحدا من الاركان المهمة للنظام الاسلامي وقال ان واجب مجلس خبراء القيادة هو البقاء ثوريا والتفكير ثوريا والعمل ثوريا.
واعتبر سماحته رعاية هذه الخصوصيات الثلاث في انتخاب القائد المقبل للبلاد بانها المسؤولية الاساسية الاولى لمجلس خبراء القيادة وقال من الضروري ترك المجاملات والمصالح جانبا عند انتخاب القائد المقبل وان نجعل الله فقط وحاجة البلاد والحقيقة نصب اعيننا.
واكد سماحته انه اذا حصل تقصير في اداء هذه المهمة الكبيرة فمن المتيقن ان ذلك سيخلق مشاكل في اساس عمل النظام والبلاد.
واشار الى حضور علماء كبار وشخصيات بارزة في مجلس خبراء القيادة معتبرا ان بيان مطاليب ومشاكل الشعب للمسؤولين وتبيان الحقائق للجماهير وتوعيتهم بانها واحدة من المهام الاخرى لاعضاء مجلس الخبراء.
وحول واجبات اعضاء الدورة الجديدة لمجلس الشورى الاسلامي اشار سماحته الى وصيته الدائمية في ضرورة ان يعمل البرلمان على مواكبة ودعم الحكومة وقال بالطبع ان المواكبة والدعم لاتعني تجاهل مجلس الشوى الاسلامي مهامه القانونية .
الى ذلك اشار قائد الثورة الى مهام المسؤولين في البلاد وقال في الظروف الراهنة للبلاد هناك ثلاث واجبات واولويات يجب ان تحظى باهتمام المسؤولين بالحكومة 1- الاقتصاد المقاوم 2- مواصلة الحركة العلمية للبلاد 3- الصيانة الثقافية للبلاد والشعب والشباب.
واشار سماحته الى مخططات الاعداء للتغلغل وقال انه استنادا للمعلومات الدقيقة فان المخطط الجاد للاستكبار واميركا يقوم على التغلغل في البلاد ولكن هذا التغلغل ليس من اجل القيام بانقلاب لانهم يعلمون انه امر غير ممكن في نظام الجمهورية الاسلامية بل انهم يسعون الى التغلغل على مسارين اخرين هما التغلغل في اوساط المسؤولين والتغلغل لاستهداف عقائد الشعب.
وقال ان هدف الاعداء من مخطط التغلغل في اوساط المسؤولين هو تغيير حساباتهم وبالنتيجة الهيمنة على افكار المسؤولين وارادتهم وعندها لايحتاجون الى التدخل المباشر ويقوم الشخص المسؤول من حيث لايعلم بتبنى قرارات يتطلع اليها الاعداء.
واشار الى ان المسار الاخر للتغلغل هو استهداف اعتقادات الشعب بالاسلام والثورة والاسلام السياسي وقال ان التخلي عن استقلال بالبلاد هو الاخر واحدة من اهداف هجوم وتغلغل العدو حيث يقوم البعض لسذاجتهم بالترويج لذلك والقول بان الاستقلال بات موضوعا باليا ولم يعد له معنى اليوم .
واوضح سماحته بان تغيير عقائد الشعب من اجل ان ينسى خيانات الغرب يعد جانبا اخر من مخططات العدو وقال لقد تلقينا من الغرب ضربات كثيرة ولاينبغي ان ننسى ما فعل الغرب بنا وانا لست مع قطع العلاقات مع الغرب ولكن ينبغي ان نعلم مع من نتعاطى .
واستعرض ما قام به الغرب من اعمال عدائية ضد ايران ومنها فرض الحظر على البلاد وقال ان النظام الاسلامي لم يكن لديه نوايا بمعادات الغرب بل كان يريد اقامة صرح نظام مستقبل وعندها بدا الغرب عداءه لهذه الخطوة.
واشار الى تبعية اوروبا لسياسات اميركا في مختلف القضايا ومنها الحظر والدعاية المغرضة وقال نحن مسؤولون عن البلاد والشعب وان لم نبد الشجاعة والاقتدار والصمود اللازم فانهم سيهيمنون على البلاد ولاينبغي ان نسمح بذلك.
وتطرق سماحته الى تصريحات بعض المسؤولين القاضية بضرورة التعاطي مع كل العالم وقال يجب ان نبني علاقات مع كل العالم ماعدا اميركا والكيان الصهيوني ولكن علينا ان نعلم ان العالم ليس منحصرا بالغرب واوروبا.
واشار الى ان الغرب يحاول التغلغل في البلاد وقال ان الاعداء وضعوا نحو 10 طرق للتغلغل العلمي والثقافي والاقتصادي ومنها الاتصال بالجامعات والعلماء والمشاركة في المؤتمرات العلمية بهدف التغلغل وارسال المسؤولين في الاجهزة الامنية تحت يافطة النشاطات الثقافية .
المصدر:وكالة فارس