الامام الخميني حالة فريدة في المرجعيات الشيعية والقيادات الإسلامية، فلم يشهد تاريخنا الاسلامي المعاصر شخصية مثله، إمتلكت الشجاعة والاصرار على المواصلة التحدي رغم كل التحديات والظروف، من أجل تحقيق هدف الإسلام في إقامة حكم الله في الأرض.
وقد عانى الامام الخميني (قدس سره) من الخط التقليدي في الحوزات العلمية منذ بدايات تحركه الاسلامي في ايران ضد الشاه، وتعرض لضغوط عديدة حاولت عزله عن جماهيره وخلق حاجز بينه وبينها، لكنه (قدس سره) مضى في طريقه بثبات، لأنه يؤمن تمام الايمان بالمسؤولية الكبيرة التي يتحملها، وأنه صاحب رسالة سامية لابد أن يؤديها مهما كانت التحديات المضادة. وبالفعل شق الخميني العملاق طريقه وسط الاشواك والصعاب، ولم تشغله أية قضية جانبية عن قضيه الكبرى، مع أن هناك محاولات كثيرة كانت تخطط ضده لجره إلى معارك جانبية هامشية على أمل أن تعرقل انطلاقته الثورية وتستوعب طاقاته واهتماماته بشؤون اخرى، لكنه وبالنظرة البعيدة التي يتميز بها في كل الامور أحبط كل تلك المحاولات بحكمة وصبر، وواصل مسيرته ومن ورائه قواعده المليونية المجاهدة حتّى منّ الله عليه تعالى بالنصر الكبير.
المصدر: جريدة الوفاق، السنة التاسعة عشرة، العدد5227، الأثنين 28 ربيع الثاني 1437-8/2/2016، ص5.