سلاماً سيدي أيّها الراحل المقيم..
يا روح الله الخالد في أنفاس المستضعفين، يا من بكتهُ الأحرارُ بكلِّ فجاج الأرض، ونعاه المحرومون وسارت بركب رحيلك قلوبهم؛ فأنت كهف أمانهم وملاذهم.
قطّاع الأرزاق، في زمن الشرف المقتول بفعل التجديد!!! وموت الأخلاق، في زمن الرق واقنعته؛ ونحن نغطّ في نوم الغفلة منكسرين مهزومين.. فقدمت إلينا من أعماق التاريخ بروح الوحي تتحدّى عروش البغي وتصارع ظلام الليل، ففتحت أبواب الثورة وكسرت قيود الفكرة، ووقفت حساماً ممشوقاً، وثَبَتَّ كطود عملاق؛ فأقذيت عيون الجلادين وافزعت قلوبهم، وطرحت كتاب الله نظاماًَ.. فتهاوت من حولك كل الأوراق.
فهذا الشرق وتلك نبوءتك المثلى تتحقق فيه، وذاك الغرب عقيم رغم عقاقير التنشيط ورغم زعيق الأبواق.
فلولاك لأوهمنا الزيف البرّاق، ولولاك لعشنا موتى ولطالت نار الصهيونية بيت الله كما طالت المسجد الأقصى.
يامن أجبرت جبابرة القرن العشرين على الاستسلام، تعلّمنا منك بأنَّ حضارات الارض الخالية من دين الله سراب أو أوهام.
عرفنا فيك حقيقتنا المنسية منذ زمن بعيد، ووجدنا فيك أصالتنا الملغية.. فجئت وإياك أمانينا المرمية في بحر ظلام، فعدت بنا إلى ركابنا الذي ترجّلنا منه يائسين؛ باعثاً فينا روح إسلامنا بعد ان عاشت مختنقة معتقلة في بطون الكتب وطي صفحاتها المغبرة.. نافضاً عنها غبار السنين ومعيداً لها فاعليتها وبريقها الأصيل. وبعد أن ألقيت عن كتفك ثقل التكليف؛ بإيصالك الأمانة التي حملتها ودّعت بنفسٍ مطمئنةٍِ وقلبٍ مسرورٍ ورحلت إلى جوار ربك الكريم ونبيه(ص)؛ ممزقاً بذلك قلوب عشّاقك ومدمي عيونهم، ولولا العزاء بخليفتك الميمون لماتت الناس حزناً وكمداً.
فنَمْ ياسيدي قرير العين مرتاح البال. أنّ وديعتك مصونة وأمانتك محروسة وزرعك مثمر والركب الذي حدوت فيه لا زال يسير خلف حبيبك الخامنئي الحسيني؛ مترسماً خطاك وسالكاً سبيلك.
فسلام عليك يا روح الله الخالد مرّ الدهر كما أحييت الإسلام