أثارت حادثة حجاج بيت الله الحرام في مشعر منى بمكة المكرمة التي وقعت الخميس، ردود افعال إقليمية ودولية غاضبة، فالمشهد المأساوي للضحايا، اثار غضب واستياء جميع المسلمين في العالم وعلى الاخص، أقارب وذوي الحجاح والمعتمرين المتواجدين في بيت الله الحرام.
قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، أعلن الحداد الرسمي لثلاثة أيام في ايران وذلك أثر الحادث المأساوي الذي وقع في مشعر منى وأودى بحياة المئات من ضيوف الرحمن من بينهم العشرات من الحجاج الايرانيين، داعيا الحكومة السعودية لتحمل المسؤولية بهذا الصدد.
وقال سماحته في بيان اصدره الخميس: إن الكارثة الاليمة التي وقعت اليوم في منى والتي راح ضحيتها عدد كبير من ضيوف الرحمان والمؤمنين المهاجرين الى الله من مختلف الدول، قد اثارت حزنا عميقا في العالم الاسلامي وحولت عيدهم الى مأتم، وفي وطننا العزيز حيث العشرات من الاسر كانت بانتظار عودة اعزائها الحجاج بشوق ولهفة هي الان في عزاء.
واضاف: انني وبقلب مليء بالحزن والاسى والمواساة مع ذوي الضحايا اقدم العزاء والمواساة للروح الطاهرة للرسول الاكرم (ص) والامام الحجة صاحب الزمان (ارواحنا فداه) الذي هو صاحب العزاء الرئيسي ولجميع المصابين وذوي الضحايا في انحاء العالم الاسلامي خاصة في ايران، راجيا من الله الغفور والرحيم والشكور بالرحمة الخاصة لضيوفه الاعزاء هؤلاء والشفاء العاجل للمصابين والجرحي.
ودعا سماحته في البيان الحكومة السعودية الى تحمل مسؤولية ما جرى في الحادث المأساوي بمشعر منى والتعامل مع الأمر وفقا للعدل والانصاف.
واضاف قائد الثورة: انه من غير الممكن عدم الاخذ بعين الاعتبار سوء الادارة السعودية والتعامل غير الصحيح في التسبب بوقوع هذا الحادث الاليم.
وطالب آية الله الخامنئي بعثة الحج الايرانية بمواصلة عملها بهدف معرفة مصير الحجاج الايرانيين وتقديم الاسعافات الضرورية لهم، كما طالبها بتقديم العون لباقي الحجاج من الدول الاخرى والوقوف الى جانبهم كواجب اسلامي وانساني.
الرئيس روحاني من جانبه طالب الحكومة السعودية بتحمل مسؤولية وقوع كارثة منى والتي أدت الى وفاة وجرح اكثر من 200 حاج ايراني داعيا الرياض الى اداء واجبها القانوني والاسلامي في هذا المجال.
واعرب روحاني عن مواساته مع اسر ضحايا كارثة منى مطالبا الحكومة السعودية بتحمل مسؤولية وقوع الكارثة واداء واجباتها القانونية والاسلامية في هذا المجال. مبينا ان اعلان الحداد العام لمدة 3 ايام ما هو الا شئ ضئيل من التعاطف مع اسر ضحايا الكارثة.
* تشكيل لجنة للبت بالكارثة
ودعا روحاني النائب الاول لرئيس الجمهورية اسحاق جهانغيري الى تشكيل لجنة خاصة للبت بهذه الكارثة على وجه السرعة مؤكدا ان اولوية اللجنة ايفاد فرق الاغاثة اذا اقتضت الضرورة وارسال طائرات الركاب الى السعودية والبت بشوؤن الحجاج وجرحى الكارثة ونقل الجثث الى البلاد.
ودعا رئيس الجمهورية، الخارجية الايرانية والسفارة الايرانية في السعودية الى دراسة اسباب وقوع الكارثة واتخاذ الاجراءات اللازمة لاحقاق حقوق الضحايا.
الى ذلك أعلن رئيس مجلس الشورى الاسلامي: إن على الحكومة السعودية أن تقدم توضيحات مقنعة للأمة الإسلامية بشأن فاجعة منى ومعاقبة المخطئين في الحادث.
واكد علي لاريجاني ان من الضروري أن تقوم الأمة الإسلامية ومنظمة التعاون الاسلامي بدراسة أسباب عجز السعودية عن إدارة مراسم الحج وتقصيرها في حادث منى للحيلولة دون تكراره.
من جهة أخرى، قال رئيس السلطة القضائية الشيخ آملي لاريجاني: على الحكومة السعودية تحمل مسؤولية إدارتها الخاطئة للحج والتي تسببت بوقوع فاجعة منى.
من جانبه حمل رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الشيخ هاشمي رفسنجاني، القائمين على مراسم الحج في الحكومة السعودية مسؤولية كارثة منى وقال: إن عليهم ان يعطوا توضيحات للعالم الاسلامي بهذا الخصوص.
وقال الشيخ هاشمي رفسنجاني في رسالته: إن تكرار الكارثة المؤلمة في حج هذا العام في السعودية وهذه المرة في مشعر منى ورمي الجمرات ومقتل واصابة عدد كبير من حجاج بيت الله الحرام المظلومين لاسيما المواطنين الايرانيين الاعزاء قد آلم وادمي قلوب جميع المسلمين والشعب الايراني الكريم وادخل العالم الاسلامي في حزن وحداد.
كما اعتبر امين المجلس الأعلى للأمن القومي، علي شمخاني، ان ضعف الحكومة السعودية في الادارة وعدم كفاءة القائمين على الشؤون التنفيذية والنظام في الحج يعد من الاسباب الرئيسية لوقوع كارثة منى.
واوضح انه تم ايضا اتخاذ الاجراءات اللازمة لتنسيق مجموعة الامكانات السياسية والاغاثية والعلاجية والاعلامية في داخل البلاد فيما يخص هذه القضية.
هذا وخرجت تظاهرات حاشدة مناهضة للسعودية عقب صلاة الجمعة جميع انحاء ايران، تنديدا بعدم كفاءتها وسوء إدارتها للحج، واعتبر مجلس تنسيق الإعلام الإسلامي الذي دعا الى هذه المظاهرات، حادث منى مشبوها تماما ويستدعي التحقيق في ملابساته.
وفي ضوء التعليمات التي اصدرها رئيس الجمهورية، عقد مجلس الوزراء مساء أمس الجمعة اجتماعا طارئا برئاسة النائب الاول لرئيس الجمهورية اسحاق جهانغيري لمتابعة حادث مني، وإتخاذ قرارات حول اوضاع المتوفين والمصابين الايرانيين من جراء كارثة مشعر مني.
وأصدرت الحكومة الايرانية بيانا اعلنت فيه الحداد العام لمدة 3 ايام في البلاد لكارثة منى الاليمة.
ودعت الحكومة وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي وجمعية الهلال الاحمر الايرانية لمتابعة الشؤون العلاجية للجرحى بجدية، وكذلك دعت المنظمات المسؤولة لمتابعة علاجهم بكامل الجدية وفي اسرع وقت ممكن.
واضاف: إن الحكومة تعتبر السعودية بانها مسؤولة عن امن حجاج بيت الله الحرام والحفاظ على ارواحهم وتؤكد بأن السلطات السعودية ستكون هي المسؤولة عن تداعيات أي اهمال وتقاعس بهذا الصدد.
في سياق متصل عبر المتحدث باسم وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي ايرج حريري عن الاسف لحادث مشعر منى وقال: إن ايران جاهزة لاستقبال جرحى ومصابي هذه الحادثة وكذلك ايفاد فريق طبي ايراني الى السعودية ان دعت الضرورة لذلك.
كما طالب وزير الداخلية رحماني فضلي في رسالة وجهها الى نظيره السعودي محمد بن نايف بدراسة واعلان اسباب وقوع الاحداث الاخيرة في حج هذا العام.
وطالب بان يتم الايعاز للمسؤولين السعوديين المعنيين بشؤون الحج لابداء اقصى التعاون مع طواقم الاغاثة والامداد الايرانية في مكة المكرمة وصحراء منى لتنظيم شؤون الحجاج الايرانيين.
كذلك سيتوجه وفد مؤلف من كبار مسؤولي وزارة الخارجية والهلال الاحمر الايراني برئاسة حسن قشقاوي نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية قريبا الى السعودية.
وقال قشقاوي لمراسل ارنا: إن مهمة هذا الوفد تتمثل في الدرجة الاولى بتحديد مصير المفقودين فضلا عن متابعة عملية نقل جثامين المتوفين الى البلاد والنظر في اسباب وقوع هذا الحادث.
وتابع ان لجانا في وزارة الخارجية والمجلس الأعلى للأمن القومي ومجلس الوزراء تتابع هذه القضية بجد.
واكد ان هذا الوفد سيتوجه الى السعودية بمجرد حصوله على تأشيرات الدخول.
في سياق متصل قال مسؤول بعثة الحج الايرانية: إن الجانب الايراني يقوم بشكل مستمر بمسح المستشفيات للعثور على حجاجه والوقوف على سلامتهم.
ووصف السيد علي قاضي عسكر الحادثة بانها غير مسبوقة بتاريخ الحج، مضيفا: إن هذا الحادث وللأسف وجه ضربة الى الجهود التي تبذلها بعثة الحج الايرانية خدمة للحجاج وتسهيلا لامرهم.
واتهم عسكر الجانب السعودي بمنع المتصدين الايرانيين من الاقتراب الى مكان الحادث للتعرف على الجرحى، متسائلاً: ما هذا النوع من الخدمة التي تقدمها السعودية؟
كما أعلن رئيس منظمة الحج والزيارة الايرانية سعيد اوحدي بأن عدد الحجاج الايرانيين الذين قضوا في الحادثة الكارثية بمنى ارتفع الى 131 حاجا.
واوضح اوحدي بأن الاحتمال وارد بارتفاع عدد الضحايا الايرانيين وقال: إن عملية نقل المتوفين والجرحى الى طهران ستبدأ مطلع الاسبوع المقبل.
واكد بانه سيتم الاعلان قريبا عن العدد الدقيق للضحايا الايرانيين الذين قضوا في الحادث الاليم.
* استدعاء القائم بالاعمال السعودي
وأعلن مساعد وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان عن استدعاء القائم باعمال السفارة السعودية في طهران، وابلاغه رسميا احتجاج الجمهورية الاسلامية الايرانية على الاداء غير المناسب للسعودية في حادث منى، ودعوة السعودية للتصرف بمسؤولية.
واضاف امير عبداللهيان، كما تم دعوة السعودية لاتخاذ ما يلزم من اجل الاسراع بتحديد حالة المصابين.
كما اشار عبداللهيان الى تشكيل لجنة خاصة من أجل متابعة الشؤون الخاصة بالحجاج الايرانيين الذين ذهبوا ضحية الحادث في منى وكذلك المصابين، وقال: إن اللجنة على اتصال دائم بمساعد رئيس الجمهورية.
* انتقادات للإدارة السعودية
وقد واجهت (إدارة الحج) السعودية انتقادات واسعة، على الصعيدين الاسلامي والدولي بعد كارثة منى التي تعد الأسوأ منذ ربع قرن وراح ضحيتها المئات من الحجاج، فيما فتحت حكومة الرياض تحقيقا في الحادث لكشف المسؤولين عنه.
وتساءلت:هل تستطيع السعودية اخفاء شرائط الفيديو بعد بضعة ايام عندما ستظهر في الاعلام؟.
في العراق، هاجم زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، السعودية بسبب تكرار حوادث الحج وموت المئات من الحجاج.
وقال المالكي في بيان له:تابعنا بألم شديد كارثة وفاة المئات من زوار بيت الله الحرام اثناء تأديتهم مناسك رمي الجمرات في مشعر منى، بعد ايام من كارثة سقوط رافعة على الحجاج في الحرم المكي وراح ضحيتها العشرات ايضا.
رئيس الوزراء حيدر العبادي،من جانبه أجرى الخميس، اتصالا هاتفيا ببعثة الحج للاطمئنان على سلامة الحجاج العراقيين، فيما وصف حادث التدافع الذي وقع في منى بـ (الأليم).
دولياً، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن تعازيه، وأعلن ممثله ستيفان ديوجاريك أن بان كي مون استاء استياء عميقًا حين علم بالمأساة.
وعبر حلف شمال الأطلسي الناتو أيضا على لسان أمينه العام ينس ستولتينبيرغ عن تعازيه، معتبرًا أن حقيقة حصول الحادثة خلال عيد الأضحى يجعلها مأساوية أكثر.
وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تعازيه الصادقة لأهالي الضحايا.
وقال المكتب الصحفي للكرملين الخميس: نقل فلاديمير بوتين أصدق معاني التعاطف لأقارب وذوي المتوفين، والأمنيات بالشفاء العاجل لكل المصابين.
من جانبها، قدمت الولايات المتحدة عن تعازيها لأسر الحجاج المتوفين، وقالت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض نيدا برايسا في بيان: أفكارنا معهم ومع أكثر من مليونين من الناس يؤدون مناسك الحج هذا العام.
وقدم وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، تعازيه في الحادث، وقال في تغريدة -عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) - أمر مؤسف حدث في مكة.. أتوجه بمواساتي لجميع المتأثرين بما حدث.
وعزى أمير الكويت، أسر الحجاج المتوفين وأعرب عن بالغ تأثره وحزنه العميق لحادث تدافع وتزاحم الحجاج بمشعر منى.
وأعرب العاهل الأردني، حسب ما أفاد الديوان الملكي الهاشمي، عن بالغ تأثره بهذا المصاب الأليم، داعيًا الله أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته وغفرانه.
كما أصدر المجلس الدولي لدعم المحاكمة العادلة وحقوق الانسان بيانا قدم فيها التعازي لضحايا كارثة حجاج بيت الله الحرام في منى مطالبا المجتمع الدولي بتشكيل لجنة تحقيق دولية للوقوف على اسباب مثل هذه المصائب الكارثية المتكررة.
وأصدر الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود، مساء الخميس، توجيهات للجهات المعنية بمراجعة الخطط المعمول بها وفتح تحقيق في ملابسات حادث التدافع في منى خارج مكة المكرمة.
وحملت المعارضة السعودية الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز مسؤولية مجزرة التدافع بمنى ونددت بصمته على الجريمة وتجاهله لدماء الأبرياء وحذرت من مجازر جديدة ضد الحجاج في السعودية.
وقد ارتفع عدد وفيات الحادث في شارع 204 بمشعر منى في ضواحي مكة المكرمة (المشاعر المقدسة) بالسعودية الخميس إلى 1300 حاجا وإصابة 1500 آخرين.
وقالت مديرية الدفاع المدني السعودي على صفحتها في موقع (تويتر): إن ضحايا الحادث من جنسيات مختلفة.
هذا واعتبرت صحيفة الديار اللبنانية تواجد موكب ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في منطقة منى، كان السبب الرئيسي وراء وقوع الكارثة الانسانية في منى.
وقالت الصحيفة ان:اجهزة الخليوي التقطت اكثر من الف فيلم فيديو لموكب رسمي في منطقة منى حيث حصل التدافع وادى الى مقتل اكثر من 900 حاج وجرح 2000، وهذه الافلام هي شاهدة بمثابة وثيقة عن الموكب الرسمي الذي ادى الى تغيير مسير افواج الحجاج مما سبب التدافع ووقوع القتلى والجرحى بالآلاف.
واضافت الصحيفة:من يتجرأ على القول ان ولي ولي العهد كان في الموكب الرسمي في طريقه الى منى، بل ان كل المصادر السعودية نفت وجود موكب رسمي.
وأشارت الصحيفة: إن بعض الحجاج اعترضوا على مجيء الموكب الرسمي عكس السير.
نقلاً عن صحيفة الوفاق