موقع الامام: لتعريف(التاريخ)، بغض النظر عن التعاريف المختلفة اِنه، في الحقيقة، يُعتبر وسيلة للعبرة واكتساب التجربة، وهو، ايضاً، مصدر معرفة لحياة جيل المستقبل، حيث انّ له دوراً رئيسياً في ذلك، وقد تمت الأشارة الى الموضوع في النصوص الدينية. لذا، فان الامام الخميني(قدس سره) وحسب ماورد اعلاه، وبالنظر لما كان يتمتع به من ذهن ثاقب، اكدّ مراراً على الاعتبار بالتاريخ واخذ الدروس منه. وكمثال على ذلك، مما ذكره سماحته، حول انقلاب 28 مُرداد، بحسرة واسف، لما تبع الانقلاب من ضياع للفرصة المُتاحة. الجدير بالذكر، انّ الامام (قدس سره) يعتبر امريكا، العامل الرئيسي لتلك الحادثة، اضافة الى غفلة المسؤولين المعنيين وعدم رؤيتهم الواضحة للمستقبل، مما ساعد على نجاح المؤامرة المشؤومة. قال سماحته (قدس سره):
«لقد ارتكب السياسيون وعلماء الدين وسائر الطبقات هذا الخطأ الكبير وكانت النتيجة أن فرضوا علينا محمد رضا! لقد شاهد الناس اعتداءات رضا شاه، وفرحوا بذهابه، وقد شاهدت بنفسي عندما هاجم الأعداء (الحلفاء) إيران وتعرض كلّ شيء للخطر، وقد فرح الناس عندما سمعوا بإجلاء رضا شاه، ومع ذلك فإن الحلفاء فرضوا محمد رضا على الناس!
وقد وقعت أخطاء كثيرة منذ ذلك الوقت وحتى الآن، فمثلًا كان (قوام السلطنة) يستطيع أن ينفّذ بعض الأعمال ولكنه لم يفعل ذلك لضعفه وغفلته! والأهم منه الدكتور مصدق ، إذ أنه كان يريد ان يخدم ولكنه اقترف بعض الاخطاء! وكان أحد أخطائه أنه عندما تسنم الامور لم يقض على الشاه، والحال ان الجيش وجميع القوى كانت آنذاك في قبضته، ولم يكن (الشاه) رجلًا قوياً!
والخطأ الثاني أنه أرغم النواب على الاستقالة واعلن حل المجلس النيابي، ومنحت استقالة النواب وحل المجلس الفرصة القانونية للشاه، ليعين رئيساً للوزراء، لانه- وفقاً للقانون- يكون تعيين رئيس الوزراء في حالة عدم وجود المجلس بأمر من الشاه- هذا هو الخطأ الذي قام به الدكتور مصدق، وتبعاً لذلك فقد أعادوا هذا الرجل (الشاه) إلى إيران ثانية! وقال البعض للدكتور لقد خرج بعملك (محمد رضا شاه) ودخل (رضا شاه)! أي رجع وهو رجل أكثر تعجرفاً! » (صحيفة الامام، ج4، ص261-262)