يمر علينا في هذه الايام، شهر كريم، فضيل وعزيزعلى قلوبنا، نحن المسلمين، وهو شهر رمضان، الذي نزل فيه القرآن الكريم، دستوراً ومشعلاً وهّاجاً، يُضيئُ طريق المسلمين.. بل وطريق كل حر ومظلوم ومُقارع لاصحاب السلطة والثروة. رمضان، ليس فقط، شهر صيام وقيام وركوع وسجود.. بل هو أية بيّنة من آيات الله تعالى، تتجلّى فيها روح الأنسان المسلم وتظهر على حقيقتها وفطرتها التي فطرها الله عزوجل، خالصة، نقية، زكية ومطهرة من براثن الجبب والطاغوت.. رمضان شهر الانسان النقي الذي تصوم كل جوارحه باجمعها، لتتقبل السماء ذلك منها، ولم يكن الامام الخميني(قدس سره)، وهو قائد ومُلهم اعظم ثورة اسلامية هزت العالم باكمله، لم يكن بعيداً عن رمضان الكريم وفضائله، فقد اراد للناس، والشباب منهم خاصة، باعتبارهم ضيوف الرحمن الرحيم في هذا الشهر، انيكونوا على مستوى الضيافة والمضيف. قال:" انكمضيوف الله تعالى في الشهر المبارك،الله تعالى صاحب الضيافة والمخلوق ضيفه. طبعاً ان مثل هذه الضيافة بالنسبة للأولياء الربّانيينالكاملين، ليست بالنحو الذينتصوره او الذي ندركه. ينبغي ان نتأمل لنرى ماهي الضيافة وكم خطونا على طريقها.. اقول لكم ايها السادة والى كل من يستمع الى حديثي هذا، لاسيما الشباب، اقول لهم: هل ذهبتم الى دار الضيافة هذه؟ هل استفدتم؟ هل غضضتم الطرف عن الشهوات،لاسيماالشهوات النفسية؟"( صحيفة الامام الخميني، ط.ع، ج 21، ص 48-49)