* وزير الخارجية الايراني الدكتور ظريف
انّنا، اليوم، اكثر من اي وقت مضى، بأمس الحاجة للمساعدة على ايجاد عالم خالٍ من العنف والتطرف واحلال السلام، وذلك بمراجعة آراء وافكار المصلحين الكبار كالأمام الخميني(قدس سره). انّني اعتقد، تماماً، بانّ افكار تلك الشخصية، وسيرته العملية، قد ارتكزت على هذا الأساس، وتطبيقها يتيح لنا، عدم الوقوع في ورطة الافراط والتفريط سواء(كنّا)حكومات او مجتمعات اسلامية.
لقد كان للجمهورية الاسلامية، العام المنصرم ، الفخر في استضافة اول مؤتمر عالمي ضد العنف والتطرف، والحضورالواسع والاستقبال الدولي الذي حظى به المؤتمر،اثبت انه ليس العلماء فقط، بل وعدد كبير من سياسي العالم ذوي الرؤية الثاقبة، على علم تام بما اوجده خطر العنف والتطرف في عالمنا المعاصر، وما يتعرض له مستقبل البشرية من تهديد. انّ دحر هذا الشر العالمي، يتوجب السير بخُطى حثيثة معاً وبمساعدة بعضنا البعض للقضاء عليه. انّ من الضرورة الملحة، مراجعة افكار مؤسسي الجمهورية الاسلامية، في نفي العنف والتطرف، لاسيما في الظروف الراهنة التي تسوق فيها تطورات العالم الاسلامي، وبما تتكون منه من نظريات في العنف والتطرف (العالم)،الى قراءة خاطئة للدين الاسلامي الحنيف وتعرضه على انه عامل عنف وتطرف.
كان الامام الخميني(قدس سره) يعتقد بانّ الدين الالهي، مبني على الفطرة، التي، هي، غريزة الهية، صالحة، مسالمة وعادلة ولاعلاقة لها بالعنف، واية محاولة لايجاد رابطة بين الدين والتطرف، سواء، على مستوى الافراد، او الاجتماع او النظام العالمي، نصيبها الفشل لامحالة.
انّ رسالة الاسلام وهدف الامام الخميني(قدس سره)، الابتعاد عن التطرف والتأكيدعلى السلم والتعايش السلمي، كأُسس استحكام للتسامح في المجتمع الانساني وانّ المحادثات، المنطق والاستدلال، طريقة ملائمة وقوية لفهم الفوارق وتقريب الافكار.
ايها الاصدقاء الاعزاء: اليوم، نعيش في ظروف، ليس الافراط والعنف فيها، هو، الهاجس الرئيسي للنظام العالمي، وانّما الهاجس الكبير هو، انّ العنف، القتل والافراط الذي يقوم به افراد ومجموعات، يُعتبر امر عادل واخلاقي، تُروّج و تموّله معنوياً ومادياً بعض الدول وتدعم هذه التيارات بما تستطيع، وعلى رغم انّ ذلك، قد يوجّه تهديداً خطيراً للمجتمع الدولي، لكنه قد يوفر فرصة، لينظر المجتمع العالمي بدقة وامعان الى ظروف لم يرها من قبل وهي، في الحقيقة، المحرك للتطرف، وذلك لمعالجتها وايجاد طريقة حل لها.