اكد الباحث الأكاديمي والاستاذ الجامعي الكويتي الدكتور ياسر الصالح ان الامام الخميني (رض) عمق قناعتنا بالاسلام كدين شامل للحياه مشيرا الي عطاءاته التي حفظت استمرارية الثورة الإسلامية.
و صرح هذا الاكاديمي في معرض ذكرياته اثناء الدراسة: كشاب غير إيراني، علمت بالإمام الخميني قبل نجاح الثورة الإسلامية بفترة ليست طويلة، كنت حينها طالباً أدرس في الولايات المتحدة الأمريكية.. وبحكم نشأتي في بيئة ملتزمة تحترم العلماء وتجلُهم اهتممت بمتابعة أخبار الإمام وأخبار الثورة، وأخذت بالتفاعل معهما، كنت حينها أطلب من أصدقائي الطلبة الإيرانيين الذين كانوا يدرسون هناك وكانوا مناصرين للثورة أن يزودوني بكل ما لديهم من أخبار وخطب الإمام التي كانوا يقومون بترجمتها للغة الإنجليزية
واضاف، وجدت في الإمام عالماً ربانياً وثورياً، وهي صفة لم أعهدها في العلماء الذين اطلعت علي سيرتهم في تلك الفترة.. كان ذلك أمراً لافتاً بالنسبة لي، ومن هذا التفاعل مع فكر الإمام والثورة بدأت أتعرّف علي فكر رموز آخرين كالشيخ المطهري، والسيد بهشتي، والسيد الخامنئي، والدكتور شريعتي، وآية الله طالقاني، وآخرين من رموز الثورة، وبدأت بقراءة ما يقع بين يديّ من المادة الثقافية المترجمة، وكنت ألحّ بالأسئلة علي أصدقائي الطلبة الإيرانيين، وأطلب المعلومات منهم.
وتابع قائلا: مع مرور السنين، وبعد نجاح الثورة، وتمكني من التعرف علي فكر الإمام الخميني بشكل أكبر ومتابعة خطبه، ومعايشة أسلوبه الشفاف والصادق في التعامل مع الأحداث وإدارة شؤون الثورة، وأسلوبه في التعامل السامي مع أفراد الشعب، ومحاولة التعرف علي أسلوب حياته الزاهد والمنظم.. ازددت حباً وتعلقاً بشخصيته بدرجة كبيرة، فقد وجدت فيه تجسيداً لشخصية الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، بل إنّ تعرفي علي شخصية الإمام الخميني زادني حباً بأمير المؤمنين وبأولاده المعصومين، فكنت أحدّث نفسي بأنه لا شك أنّ هناك فرقاً كبيراً بين شخصية الإمام الخميني وهؤلاء الأئمة المعصومين، فإذا كانت شخصية الإمام الخميني بهذه العظمة وهو من ابناء علي عليه السلام؛ فما بالك بهؤلاء الأئمة العظماء، لقد عمّق وجودُه المبارك في ولائي للأئمة الأطهار الذين يمثل ابنهم هذا نتاج منهجهم وطريقهم، مما عمّق قناعتي وارتباطي بالدين الإسلامي الأصيل علي أنه منهج شامل للحياة يوصل أتباعه لمرضاة الله عز وجلّ.
واختتم كلامه بالقول: ما حدث لي، حدث بشكل أو بآخر للكثيرين من الشباب في ذلك الوقت من مختلف المدارس والتوجهات الإسلامية، فقد كان الإمام الخميني والثورة، والفكر والسلوك والمنهج الذين مثلاهما في الواقع الإسلامي حينذاك.. جاذبَين للملايين من المسلمين.. وبسبب عظمتهما -الإمام والثورة- وشموليتهما كانا قدوةً لعموم العالم الإسلامي، وبذلك نَشَأَت وانتشرت وتعمقت الصحوة الإسلامية الشاملة، لقد ترك الإمام الخميني خلفه مدرسةً وأبناء مخلصين لخطِّه ومنهجه، فكانت هذه من أفضل عطاءاته للثورة التي حفظت مسيرتها، فهو لم يشعل الثورة وينجحها ويمكنها من الحكم فحسب، ولكنه كذلك ضمن لها الاستمرارية بهؤلاء الأبناء البررة، حيث يعدّ السيد الخامنئي مرشدها وقائدها حالياً، والذي أثبت أنه المؤتمن علي خطها.. خط الإمام..