أشاد أستاذ العلوم السياسية في جامعة «النجاح الوطنية» في نابلس البروفسور عبد الستار قاسم بفكر الإمام الخميني (رض)، سيما نظرته لمستقبل منطقة الشرق الأوسط في ظل الهيمنة الغربية، واستشرافه لحرب التقسيم التي تستهدفها اليوم تحت عناوين طائفية من أجل إبعاد الاهتمام عن القضية الفلسطينية.
وقال قاسم – وهو صاحب كتاب 'سقوط ملك الملوك' الصادر عام 1979 حول انتصار الثورة الإسلامية في إيران وإنهاء حقبة «الشاه»:
'أنا كنت واضحاً في هذا الكتاب عندما حذرت من أن الغرب والأنظمة العربية الرجعية سيحاربون إيران من أجل إسقاط مبادئ ثورتهم المباركة؛ وسيستعملون مسألة السنة والشيعة لإحداث الفرقة والخلافات بين المسلمين'.
وتابع الكاتب والأكاديمي الفلسطيني يقول: 'إن هذه الحملة استمرت بوتيرة متصاعدة، وشهدنا ما جري في لبنان والعراق وسوريا واليمن، وحتي في فلسطين علماً بأنه لا توجد طوائف في هذه الأرض المحتلة (..) الحملة للأسف نجحت في جعل أخوة الدين الواحد يتقاتلون؛ لأنه للأسف الإعلام المضاد للفتنة ضعيف، بينما أبواقها (الفتنة) قوية وتحظي بتمويل ضخم، وهذا كله يحلق الضرر بالقضية المركزية المفترضة للأمة'.
وأضاف قاسم: 'إننا نعيش واقعاً مريراً لأن الكثيرين تجاهلوا تحذيرات الإمام الخميني قدس سره بهذا الخصوص قبل عقود (..) اليوم نجد بكل وضوح أن أتباع الإمام هم من يُحارَبون علي الساحة الدولية لأنهم أدركوا جيداً حقيقة الصراع، وجوهر القضية فيما الأنظمة الرسمية العربية ما تزال تصم آذانها عن أن الفتنة مضرة بالأمة ومستقبلها وبمقدراتها'.
ولفت قاسم في معرض حديثه لوكالة «إرنا» إلي أن هذه الأنظمة العميلة تشترك مع الدول الغربية في مساعيها لإضعاف الأمة، قائلاً: 'صحيح أن لكل منهما مصلحته لكن الهدف واحد؛ فالأنظمة العربية تسيء للأمة وتدمرها من أجل أن تبقي في الحكم, أما الدول الغربية فتستهدف الأمة من أجل المحافظة علي مشاريعها التوسعية, ولهذا نجد أنهما في تحالف مستمر'.
ولفت قاسم إلي أن القدس لا تشكل محوراً أساسياً علي خارطة الاهتمام الرسمي العربي، موضحاً أن أغلب هذه الدول معنية بحسم القضية لصالح الصهاينة كي ترتاح من الحديث عن صراع مع الكيان الغاصب.
وختم أستاذ العلوم السياسية في جامعة «النجاح الوطنية» قائلاً: 'إذا كان أحد يظن أن الأنظمة العربية لديها غيرة علي القدس وعلي المقدسات فهذا غير صحيح, وهذا ظن يجب أن نتخلص منه؛ فهذه أنظمة متآمرة علي شعوبها وعلي قضاياها'.