في باريس كنت مسؤولة عن نفقات المنزل والمشتريات، وكنت أقدم قائمة بالاشياء التي احتاجها الي سماحة الامام وأخذ المال و أذهب الي السوق لشرائها. وكنت أحتفظ بما يتبقي من المال للطوارئ. وفي احد الايام ذهبت الي الامام وقلت احتاج الي هذه الاشياء وأن مجموع ثمنها كذا. وعندما ذكرت المبلغ قال الامام: لقد أخطأتي في الجمع . فأعدت الجمع من جديد وقلت: المجموع صحيح. فسكت سماحته و اعطاني المال. فذهبت الي السوق واشتريت ما أحتاجه، ورأيت ثمة اضافة في المال. فانتبهت الي أني كنت قد أخطأت في الجمع حيث جمعت التسع فرانكات تسعين فرانكاً. فجئت الي سماحته وقلت: ايها السيد لقد أخطأت وهناك فائض في المال. فقال: لقد علمت ذلك في الصباح ولكن أردت أن تنتبهي له بنفسك.
كانت الملاحظة ذكية ومعبّرة . فلو كان قد أصرّ في الصباح على رأيه، لكان انتابني شعور بأن الامام لايثق بي ومثل هنا يؤثر في نفسي. ولكن عندما عبّر سماحته عن ثقته بي، زادني اندفاعاً واطمئناناً.(مرضيه حديدچي، مقتطفات من سيرة الامام الخميني،ج1،ص81).