بتاريخ 27 / 6 / 1981م وبينما كان سماحة الامام السيدعلي الخامنئي يلقي خطاباً في مسجد أبي ذر في جنوب طهران تعرض لمحاولة اغتيال بشعة ودنيئة ، وأصيب بعدة إصابات ، وقد أصدر الامام الخميني قدس سره الشريف رسالة حول هذا العمل الاجرامي الذي قام به أعداء الثورة الاسلامية.
رسالة..التاريخ 7 تير 1360 ه-. ش/ 25 شعبان 1401 ه-. ق
المكان: طهران- جماران
المناسبة: محاولة الإغتيال الفاشلة للسيد الخامنئي
المخاطب: السيد علي الخامنئي (ممثل الإمام الخميني في المجلس الأعلى للدفاع وإمام جمعة طهران) ( «1» 1)
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة حجة الإسلام الحاج السيد علي الخامنئي- دامت إفاضاته
أشكر الله سبحانه وتعالى بأن وضع أعداء الإسلام في مقام الأغبياء، وكما أشكره بأنه ومنذ بداية الثورة الإسلامية العظيمة كلما خططوا وحاكوا المؤامرات وألقوا الخطابات، زادوا الأمة المضحية إنسجاماً وأحكموا الإتصال بين أبنائها وقد تحققت مصداقية (لا يزال يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر) ( «2» 2).
فهم أينما تكلموا أساؤوا لأنفسهم ولسمعتهم وأينما كتبوا المقالات أيقظوا الأمة وباغتيالهم للشخصيات زادوا من قدرة المقاومة بين صفوف الأمة. والآن وبمحاولتهم اغتيالكم ( «3» 3) وأنتم من سلالة الرسول الأكرم ومن عائلة الحسين بن علي ولم تقترفوا أي جرم سوى خدمتكم للإسلام والبلد الإسلامي وكنتم من الجنود الفدائيين في جبهة الحرب وكنتم خير مثل للمعلم والخطيب المقتدر في صلاة الجمعة والجماعة ومرشداً عطوفاً في ساحات الثورة قد أثبتوا رجاحة تفكيركم السياسي وإنحيازكم للناس، ومعارضتكم للظالمين. فهم بمحاولتهم
صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج14، ص: 395
لاغتيالكم قد جرحوا أحاسيس الملايين من الناس الملتزمين في كافة أنحاء البلاد بل العالم. فهم على قدر من الضعف في الرؤية والفكر السياسي بأن بلغ بهم الاجرام لهذا الحد وقاموا بجريمتهم بعد خطبتكم في المجلس والجمعة وأنتم في محضر الأمة.
وقد حاولوا اغتيال من كان صوت دعائه وسداده يتردد في آذان جميع مسلمي العالم. فهم بعملهم غير الإنساني هذا وبدل بث الخوف والرعب قد زادوا من عزيمة وتصميم ملايين المسلمين وأحكموا صفوفهم أكثر وأكثر. ألم يحن الوقت بعد هذه الأعمال الوحشية والجرائم البشعة بأن يفلت الشباب الأعزاء المخدوعون من فخ هؤلاء الخونة وأن يوقف الآباء والأمهات التضحية بشبابهم الأعزاء من أجل أهواء هؤلاء الجناة وأن يحذروهم من المشاركة في هذه الجنايات؟ هل يعلمون بأنهم بقيامهم بمثل هذه الجرائم يضيعون شبابهم هباء وسدى ويقدمون أرواحهم ضحية لأنانية فئة من الفاسدين؟
نحن نفتخر في محضر الله تعالى ووليه الحق بقية الله- أرواحنا فداه- بهؤلاء الجنود في الجبهة وخلف الجبهة والذين يمضون لياليهم في محراب العبادة وأيامهم في الجهاد في طريق الحق، وإني أفخر بك أيها الخامنئي العزيز وأبارك لك خدمتك على الجبهات بلباسك العسكري وخلف خطوط الجبهة بلباس علماء الدين لهذا الشعب المظلوم.
وأطلب من الله سبحانه وتعالى سلامتك من أجل خدمة الإسلام والمسلمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته