إن الإسلام هو النعمة العظمى، والرحمة الكبرى لبني الإنسان.. فهو دين الرحمة، والتسامح، وقبول الأخر، والتعاون على البر و التقوى.. وجاء ليوازن وينظم حياة المسلم مع نفسه والأخرين شريعة و نظاما...
ولقد ابتليت أمة الإسلام بالخوارج الجدد، المتمثلين بداعش، التنظيم التكفيري الإرهابي، وتكفيريُّو السلفية الجهادية.. والابتلاء تمثل بأنهم نصّبوا انفسهم أوصياء على دين محمد، وحملة للخلافة.. وهم البلاء بذاته.. حيث أخذوا بتكفير الناس أفرادا و جماعات، طريقهم القتل بالسكين، والرجم بالحجارة، وتقطيع الرؤوس، وشوهوا صورة دين محمد صلي الله عليه وآله وسلم وخالفوا النصوص الصريحة في عدم تكفير المعين إلا بضوابط.
لاشك أن فتنة التكفير تشغل أهل العلم الشرعي في كل أرجاء المعمورة، في بلاد العرب والمسلمين، أم في بلاد الغرب، حيث أن التكفير غدا المصيبة الجلل، والحادثة الأهم، التي تمزق الأمة، وتشتت صفها، تضعف قوتها، وترسم الإسلام أسودا للغير، وتجعله الدين المتعطش لسفك الدماء و تقطيع الأشلاء... وبنفس الوقت تعطي المبرر للعدو المتمثل بالشيطان الأكبر الولايات المتحدة الأمريكية المبررات لضرب بلدان العالم الأسلامي بما يخدم مصلحة إسرائيل، ولاشك أن الإسلام يرفض التكفير وأهله، ويرفض مايسمى السلفية الجهادية التكفيرية والتي تخرج بفتوى لاتطابق نصا ولاتصيب سنة، وإنما هي التواء على النص، وتحميل له فوق مالايطيق من معاني وتفسيرات باطلة، فما موقف علماء الإسلام من التكفيريين؟؟ مسألة التكفير علماء الإسلام فيها على صنفين:
صنف تساهل فيها فلم يكفر إلا من اعتقد الكفر، فالسجود للصنم والاستهزاء بآيات الله- عزوجل- أو السب ليس كفراً إذا مالم يعتقد ذلك.
وصنف وسع دائرة الكفر، فكفّروا بكل ذنب، فاستباحوا دماء وأموال المسلمين وجازفوا في التكفير، وقاطعوا المسلمين، وحكموا على المجتمعات بالكفر والانحراف عن الدين، فضلوا عن الصراط المستقيم وهدى رب العالمين، ولم ينظروا إلى الشروط والموانع وضوابط التكفير.
ومما قاله الإمام الخميني(قدس سره) في ذلك:
نحن كلّنا إخوة و كلنا في صف واحد، إلاّ أنّ علماء كم قد أفتوا بشيء وأنتم قلّدتم علماءكم، فأصبحتم أنتم حنيفيين، كما أنّ جماعة أخرى عملوا بفتوى الشافعي، فأصبحوا شافعيين... وجملة أخرى عملوا بفتوى سيدنا الصادق (ع) فأصبحوا شيعة، هذه الأمور لاتسبّب الخلاف. لاينبغي لنا أن يكون بيننا خلاف أو تضاد. كلّنا إخوة.