لنهج الإمام وثورته على شعبه وأُمته وعلى كلِّ أُمة الإيمان في كلِّ مكان حق المعرفة بهما، والدراية بشأنهما، فبهذين تُعرَف الحقيقة الجليَّة للثورة الغرّاء ونهجها الوضّاء، وبعرفان تلك الحقيقة تُعرف الوظيفة أزاءها، والفريضة تجاهها، وبهما يُحمى حماهما، من كلِّ ما فيه أذاهما، من الأقاويل الباطلة، والحماقات الجاهلة، فيبقيان في الأمة كالطود الأرفع الأشمّ، من نابذه وناطحه تحطَّم، أو عاد بالخيبة والضلال عن الرغيب، يندب حظَّه الخاسر التريب.
ونهج الإمام- في مناهج الضلال القائمة- هو نهج الله و طريق هداه، يدعو إلى ربِّه، ونصرة دينه، وتطبيق نظامه، و إحياء مجد الإسلام، وإعادة شأنه، يدلُّ الناس على جادّة الهدى والرشاد، ويأخذ بأيديهم على سبيل السداد، فما أجدره بنصرة المؤمنين، ومعاضدة الصالحين، ومظاهرة العارفين بربِّهم و رسالتهم و دورهم.
وأيُّ نهج- كنهج الإمام- دعا الناس إلى الخير بلسانه، وسعى إلى مادعاهم إليه بأركانه، وأعطى لما سعى إليه من سحاب العطاء الهتّان، ما يفوق الوصف والبيان، وبإلزام العقل تكون السبيل إلى الواجب المبين –وهو حفظ الدين ونهج خير المرسلين- واجبة وجوب الغاية التي تدُّل عليها، مقدّسة قداسة النهاية التي تنتهي إليها، وليس في حياتنا الهامدة، إلاّ تلك السبيل الرائدة الراشدة، سبيل الإمام العظيم، ونهجه القويم.
ومن فروض هذا النهج على الأُمة كلِّها أن تتفهَّم أهدافه و غاياته، وأن تعمِّق النظر النزيه الفاحص في كلِّ خطوة من خطواته، وتشاهد عظمة ذلك الإصرارلله على طريق الهدى، وشموخ تلك التضحيات لدينه ذي الندى.
وكم هو عظيم في حقوق الدين على الأُمة لثورة الإسلام، حق التبشير بتهجها طريقاً للخلاص بعد أن بشَّر المبشِّرون بما عداه فجاءوا بالبلاء الشديد، ووعدوا بالنجاة فيما بشَّروا فأوقعوا في الدمار المبيد. ومن لوازم التبشير بذلك- الدفاع عنها لتكون أمّة الإمام هي وسيلة الإلام الممتدَّة، الواسعة، المنتشرة، الضاربة في كلِّ أوساط الحياة و أعماقها، وعلى كلِّ مستويها.تدعو إليه دعوة المحبِّ الرفيق، وتدافع عن الثورة دفاع الحريص الشفيق، بالحكمة، والحسنى، والكلمة الطيبة، والخلق الرفيع، والسلوك المتزكّي، والعمل المرضيّ، وبالقوة إن كانت هي الميسم، وبالقدرة إن لم يُجدِ غيرها من مرهم.
ولذلك النهج- نهج الإمام و ثورته- على اُمته من حقوقه ألاّتسمع فيه عيب العائبين، ولا تصغي لنعيق الناعقين، ولاتقرأ لهم مايسطرون، ولا تنظر فيما ينشرون، فترى مجالسهم مجالس اللَّهو الحرام، وكتبهم الزائفة كتب الضلال، إلاّ عارفوها المبصرون والمدركون الواعون، يحضرون للذبِّ والدفاع، ويقرأون للردّ والتنفيذ، ومعرفة أساليب الظالمين في حرب الإمام والثورة، وبذلك تأمن الأُمة من بوائق الأكاذيب، ووضع الكذَابين، ويبقى نهجها في نفسها على صفائه المكين.
بقى على الأُمة من فرضها لإمامها وثورتها: النظر المتدبّر فيما حقّقاه في هذا الأمد القصير كيوم أو بعض يوم من فراغ البال من البلبال، لما ملئ من المحن والصعاب واللآلام ما لم يرَ مقصودٌ بالعداء سواهما مثله، بلى رأت دونه ثورات لم يسندها الغيب فبدّدها، دول قائمة لم تعضدها السماء فأبادها.