أهمية أمر الجامعة
... أمّا قضية الجامعة فهي قضية فوق العادة فإنَّ المتخرجين فيها إمّا أن يكونوا مخربين للبلاد أو بانين لها والمتخرجون في جامعاتنا إمّا أن يسوقوا بلدنا باتجاه الإسلام وإمّا أن يحرفوه عنه، وهذا ما يمكن أن يتأتى من الجامعة عمله، وإن ما يمكن للحوزة العلمية أن تعمله في هذا المجال هو أمر في غاية الأهمية.
أهمية الهدف في الثورات ومحتواها
في الثورات التي تحصل في العالم أو الانقلابات هناك ثلاثة أمور يجب أخذها بنظر الاعتبار: أحدها أصل الثورة أو الانقلاب، والآخر الهدف من قيامها، والثالث المحتوي، فالثورات ووالانقلابات – أو القائمون بها – يشبه بعضها بعضاً لكنها تختلف من حيث المعنى إذ المهم هو الهدف والمحتوي، فقد يكون الهدف جيداً والمحتوي شيئاً، وقد يكون المحتوي جيداً والهدف غير جيد، ومن الممكن أن يحـاول شخص أن يقوم بعمل يظنّه عمل خير وينوي به الخير ولكنه في الحقيقة عمل سيّء فهذا الشخص إنسان صالح في نفسه ولكن عمله غير صالح. وقـد يقوم أشخاص بعمل صالح ولكنَّ هدفهم غير صالح، وقد يكتشف شخص شيئاً حسناً بهدف سيّء، وقـد يكون العمل والهدف معاً جيدين وهكذا هي الثورة الثقافية حيث تحوّل الوضع من حال إلى حال آخر، كما كانت ثورة الجمهورية الإسلامية ثورة في كل شيء إذ كانت ثورة شعبية ذات هدف ومحتوي. آمل أن يكون هدف الناس من هـذه الثورة هدفاً إلهيّاً، أمّا في الثورات فمن الممكن أن نقوم بثورة فننحّي حكومة ونكوّن لأنفسنا حكومة أخـري ونصل إلى مطلوبنا وليكن ما يكون ولايهمنا ما إذا كان محتوي ثورتنا حسناً أو سيئاً، فإذا كان الهدف من الثورة الحصول على القدرة فهذا أمـرٌ قديم ولا يختلف عن سابقه يعني إنه لا فرق بين الحكومة الزائلة والحكومة الحالية فالاثنتان متشابهتان، كما أن الانقلابات التي تحصل في العالم لا يختلف بعضها عن بعض، فقد تحصل نهضة أو انتفاضة من أجل أمر حسن ولكنَّ الهدف ليس إلهيّاً، فمن باب جودة العمل هو أننا نقوم بخدمة لشعبنا فذلك أمر حسن وقد يمدحنا عليه الآخرون، ولكنَّ الهدف هو أن يكون هدف الإنسان في أعماله كلها – سواء في تشكيل الحكومة أو في الثورة الثقافية أو في الثورات الأخـري – عملاً إلهيّاً، فهذا عمل له قيمته عند الله كالأنبياء (ع)، فقيمة عملهم مرتبط بهدفهم لا بعمق العمل وسعته، فإن تمكنوا من القيام بعمل كثير أو لم يتمكنوا كل ذلك من حيث الهدف أمر واحد بالنسبة لهم يعني أنهم يهدفون في الحالين إلى العمل لله وهم مأجورون في الحالين، فقد يوفق أحدهم ولا يوفق الآخر فليس الأمر بيده ليكون غير موفق..
صحيفة الامام ، ج19، ص 382