...هذه المجالس والتجمعات الحاشدة على امتداد البلاد، والتي يجمعها موضوع واحد وعنوان واحد، لا تظنوا أن الهدف منها مجرد البكاء والتباكي على سيد الشهداء(ع) فإن سيد الشهداء ليس بحاجة إلى هذا البكاء، ولا هذا البكاء في حد ذاته يمكنه أن يفعل شيئاً، ولكن قدرة هذه المجالس على خلق هكذا أجواء جماعية حارّة، وتوجيهها لهذه الجموع نحو وجهة واحدة، جعلها ذات أهمية وقيمة سياسية كبرى، بحيث يمكن للعلماء والخطباء الواعين أن يستغلوها أيما إستغلال في تعبئة الجماهير من أجل الإقدام على مسائل في غاية الأهمية لصالح الأمة، وهنا بالذات تكمن أهميتها، فإن الأبعاد السياسية لهذه الشعائر والمجالس تفوق في أهميتها سائر الأبعاد والأمور الأخرى، ولهذا فليس من العبث ما كان يوصينا به بعض أئمتنا من إقامه مجالس العزاء عليهم، وأمرهم لنا بالبكاء والإبكاء والتباكي، وأن من يفعل ذلك فإن له كذا وكذا من الأجر، فالمسألة في جوهرها ليست مجرد مسألة البكاء والتباكي، وإنما هي مسألة سياسية، كان الأئمة يهدفون من ورائها ومن خلال نظرتهم الإلهية للأمور إلى تعبئة هذه الشعوب وزيادة أواصر التلاحم فيما بينها، وذلك لئلا تكون عرضة للأخطار في المستقبل.
(صحيفة الامام ، ج13، ص253)
الكلمات القصار:
- إحياء عاشوراء مسألة سياسية وعبادية هامة جداً .
- محرم وصفر هما اللذان حفظا الإسلام.
- المجالس التي تعقد في ذكرى استشهاد سيد المظلومين والأحرار (ع) هي مجالس غلبة جنود العقل على الجهل والعدل على الظلم و الأمانة على الخيانة، والحكومة الإسلامية على حكومة الطاغوت. وينبغي أن تعقد هذه المجالس بروعة وازدهار وتنشر بيارق عاشوراء الحمراء كرمزٍ لحلول يوم انتقام المظلوم من الظالم.
- ينبغي لنا احياء محرم وصفر بذكر مصائب اهل البيت (ع) فبذكر مصائبهم بقي هذا الدين حياً حتى الآن.
- من الضروري أن تذكر في القصائد والاشعار التي تنظم لمدح و رثاء ائمة الحق (ع) المصائب والمآسي وظلم الظالمين في كل عصر و مصر.
- (كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء)! إنها كلمة عظيمة، يسيئون فهمها. إنهم يتصورون بأن معناها هو ضرورة البكاء كل يوم! ولكن مضمونها ليس كذلك. ماذا عملت كربلاء؟ أي دور أدته ارض كربلاء في يوم عاشوراء؟ ينبغي أن تكون كل ارض هكذا! إن دور كربلاء كان يتمثل بمجيء سيد الشهداء الحسين- سلام الله عليه- ومعه فئة قليلة الى كربلاء ليقفوا بوجه ظلم امبراطور الزمان يزيد، فضحوه فقتلهم، لكنهم لم يقبلوا الظلم فهزموا يزيد. لابد أن يكون كل مكان هكذا! ولابد لشعبنا أن يدرك أن اليوم هو عاشوراء، فلابد لنا من الوقوف بوجه الظلم. وأن هذا المكان هو كربلاء! فلابد لنا من تنفيذ دور كربلاء، فليكن كل يوم عاشوراء لأنه ليس محصوراً بأرض محددة ولا بأفراد معينين. فكل الأرض وكل الأيام يجب أن تؤدي هذا الدور.