عندما وصل خبر استشهاد الحاج السيد مصطفى، اخذ الجميع يفكر بكيفية ابلاغ الامام واطلاعه على حقيقة ما جرى. ولان وقع الخبر كان مؤلماً على الجميع، فلم يكن يجرؤ احد على اخبار الامام بما حصل.. احمد آغا، الذي خيم عليه الاضطراب، بقي متسمرا وراء النافذة يتطلع الى الامام.. كان الامام جالساً في غرفته فتنبه الى الاجواء غير الطبيعية في المنـزل.. نادى احمد آغا، فحضر. قال الامام: »ما الذي حدث؟«. فلم يتمالك احمد آغا نفسه وأجهش بالبكاء.. طبعاً كان من الصعب أن تتمالك اعصابك. بيد أن الامام ومثلما عُرف عن صلابته، راح يسترجع ثلاث مرات قائلا: »آنا لله وإنا اليه راجعون.. انها هدية مّنّ بها الله تعالى علينا وقد استرجعها اليوم.. انهضوا واعدوا مقدمات التشييع وانظروا الى اين ينبغي لنا أخذه واين يجب دفنه؟«.
* فاطمة طباطبائي، المصدر السابق، ص197_198.