حرص المجتمع الحوزوي في النجف الاشرف على ضرورة مراعاة االاعتبارات الاجتماعية والمستويات العلمية المختلفة. على سيبيل المثال، لم يكن بوسع أحد من طلبة العلوم الدينية المبتدئين ان يحشر نفسه كأحد الافاضل. وهكذا بالنسبة لاصحاب الفضيلة مقارنة بالمجتهدين. والمجتهدون امام مراجع التقليد وهكذا. فكان ينبغي لكل واحد من هؤلاء مراعاة مكانته وحدوده.. وكان العرف السائد لا يسمح لمرجع التقليد بالذهاب الى منـزل احد الطلبة الفقراء وتفقد احواله. اذ أن ما كان شائعاً هو أن يطأطأ الجميع رؤوسهم امام المراجع والمجتهدين، وان يقوم بزيارتهم كواجب ووظيفة.. وفي هذا الصدد يمكن القول بكل جرأة، ان تاريخ التشيع لم يشهد أن قام مرجع تقليد في زمن مرجعيته، بزيارة مدارس الحوزة العلمية في النجف والتحدث الى طلبة العلوم الدينية المبتدئين وتفقد احوالهم واوضاعهم المعيشية. غير أن الامام الخميني كان قد اداره ظهر للمعايير والاعتبارات الظاهرية، وارسى قواعد سّنة اسلامية حسنة في النجف الاشرف.
*حجة الاسلام محتشمي بور، ص248