كان الامام يتحلى بروح لطيفة للغاية.. وان الخصال والصفات الاخلاقية التي كان يتمتع بها، قلما كانت تشاهد لدى الآخرين.. وكنت قد اعتدت على مرافقة الامام على مدى سنوات عديدة بعد انتهاء الدرس اثناء خروجه من مسجد (سلماسي) وهو في طريقه الى المنـزل. وكنت انتهز هذه الفرصة لأن اطرح بعض الاستفسارات حول موضوع الدرس، وكان سماحته يجيب عليها بكل رحابت صدر. وطوال هذه الفترة لم يحدث أن إنزعج من ذلك. وطبعاً لم يقتصر ذلك على يوم او يومين وانما كان في معظم الايام تقريبا، حتى في تلك الفترة التي لم اكن احضر حلقات درس سماحته. فلم يحدث أن تصرف بنحو يوحي باستيائه او امتعاضه من السير خلفه واللحاق به وطرح أسئلتي واستفساراتي.([1])
* آية الله يوسف صنعي، المصدر السابق، ج3، ص285.